القرآن الكريم

خواص سورة الملك

سورة الملك

تحتل سورة الملك العظيمة والمباركة الترتيب السابع والتسعين بين سور القرآن الكريم، وتحتوي على ثلاثين آية قرآنية كريمة ومباركة، وهي من السور المكيّة، بالإضافة إلى أنه كان قد قيل في حق هذه السورة العظيمة على أنها السورة المنجية من عذاب القبر، بالإضافة إلى أنها المنجية من العذاب يوم القيامة، وهي واحدة من سور القرآن الكريم التي تتصف بأنها عظيمة ومباركة، حتى أن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يتمنى لو أنها زُرعت في قلب كل إنسان مسلم من أُمته، إذ تحتوي هذه السورة على إجابة رائعة وعظيمة حول السؤال الأزلي لدى الإنسان عن سبب وجوده على هذه الأرض وسبب خلقه . إذ تبيّن سورة الملك أن السبب يعود إلى مُطالبته بالإحسان في العمل والتعامل وفي كافة مناحي الحياة، فالإنسان لم يخلق عبثًا، والإحسان يكون في العمل، فليس المهم هو كثرة العمل وإنما الإحسان فيه، وهو اختبار صعب وعظيم يصعب على الإنسان اجتيازه بسهولة، فعند قراءة هذه السورة كل ليلة والاستمرار على هذا النهج، يترسخ في قلب المسلم الإحسان وماهيته وأهميته، فيكون العمل وفقاً لما تقتضيه الشريعة الإسلامية، وبذلك فإنه يتوجب على الإنسان المسلم التساؤل حول مدى صلاحية عمله، وهل هو متوافق مع الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى ضرورة اتقان العمل والإخلاص فيه، فالله سبحانه وتعالى يحث الناس على اختيار الأحسن والأفضل في حياتهم وأعمالهم واختياراتهم على الدوام، كما أن سورة الملك تحث على الالتزام بقانون الحركة والبحث الدائم، فمن اتصف بالكسل لم ينل أي من خير هذا القانون وفائدته، فقد استعاذ سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الكسل.

خواصّ سورة الملك

توجد الكثير من الخصائص التي تميز سورة الملك عن بقية السور القرآنية، ومن هذه الخصائص:

  • تحمي كل من يقرأها باستمرار من عذاب القبر وعذاب اليوم الآخر، حتى أنها تحمي الإنسان من فتن المحيا والممات، بالإضافة إلى الحماية من فتن المسيح الدجال، وقد ذكر هذا في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة.
  • تُدخل سورة الملك من يحافظ على قراءتها جنات النعيم بإذن الله سبحانه وتعالى، وقد ذكر ذلك عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حينما أخبر عنها أنها تخاصم وتجادل عن صاحبها وقارئها حتى تدخله الجنة بإذن الله سبحانه وتعالى.
  • تشفع سورة الملك لمن يحافظ عليها من عذاب يوم القيامة، وهذا أيضًا مذكور بشدة عن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
  • عند حرص الفرد على تلاوتها وقراءتها فإنه يتّبع بذلك سنة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إذ كان يهتم بقراءتها وكان يوصي الناس بقراءتها، وخاصة قبل النوم لما لها من فضائل كبيرة جدًا.
  • في قراءتها والمحافظة عليها جلب للخير الكثير والرزق من الله سبحانه وتعالى، فقراءة القرآن وتلاوته تجلب الراحة والطمأنينة للنفس البشرية، والله يضاعف بأجره لمن يشاء.
  • سورة الملك تحمي الإنسان من المعاصي التي يُسوّلها له الشيطان الرجيم، وذلك كما ذكر عن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
  • ترافق من يداوم على قراءتها في الحياة الدنيا وتُلازمه يوم القيامة حتى تُدخله الجنة، فهي تجعل الفرد يتفكر في قدرة الله سبحانه وتعالى، وبالتالي تُقرب الإنسان من الله عز وجل.
  • ولعل من أهم ما يميز سورة الملك أنها تذكر الإنسان بما أنعمه عليه الله من نعم لا تعد ولا تحصى، وبالتالي يحمد الله سبحانه وتعالى عليها أكثر، وهنا تظهر أهمية أن يتوكل الفرد على الله سبحانه وتعالى، فحتى الطير يرزقه الله تعالى.

المواضيع التي تتطرق لها سورة الملك

تناولت سورة الملك في بدايتها موضوعًا يعد قمةً في الأهمية ألا وهو ضرورة تقديس الله عز وجل، بالإضافة إلى تعريف المؤمنين بعظمة الخالق سبحانه وتعالى وذلك من خلال سرد معجزاته، فهو الخالق المبدع الذي يعجز خلقه في إبداعه، إذ أنه هو الله سبحانه وتعالى الخالق الملك المصور، بعد ذلك بدأت الآيات القرآنية الحكيمة بالتعرض لتفاصيل الكون الذي يعيش فيه الإنسان بشمولية، من حيث الخلق البديع والدقة المتناهية في خلق الأحياء بتوازن عجيب وفريد لا مثيل له، فالله سبحانه وتعالى هو خالق الموت والحياة، وهو الذي جعل من الحياة الدنيا داراً للاختبار والعمل، ليجعل الله تعالى في نهاية هذا الاختبار إما الفوز بالنعيم أو الخسارة في الحياة الآخرة، بالإضافة إلى موضوع مهم جدًا تحدثت فيه سورة الملك في آياتها العظيمة، ألا وهو تحذير المسلمين من نار جهنم وعذابها الشديد والمخيف . كما تحدثت سورة الملك المباركة عن ساعة البعث، بالإضافة إلى جزاء كافة الأقوام السابقين للدعوة الاسلامية، وخاصة الذين كفروا منهم ولم يؤمنوا بالله عز وجل، إذ أنهم كانوا قد ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا فجزائهم نار السعير وغضب من الله سبحانه وتعالى عليهم، كما تطرّقت سورة الملك العظيمة في آياتها الحكيمة لذكر موقف المسلمين من الكفار والكفر عمومًا، وأن إيمانهم بالله سبحانه وتعالى شديد ووطيد وقوي، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن سورة الملك تشفع للإنسان حتى تُغفر كافة ذنوبه ومعاصيه .

سبب التسمية

وقد سميت سورة الملك بهذا الاسم العظيم لعدة أسباب منها أنها تحدثت حول أنواع الملك، وتؤكد على أن الله سبحانه وتعالى هو الملك والخالق العظيم الذي لم يُشرك معه أحد في مُلكه، كما اُطلقت العديد من التسميات على سورة الملك منها السورة المنجية، إذ ذكر عنها أنها هي التي تنجي من عذاب القبر، كما أن ابن العباس كان قد أطلق على سورة الملك لقب المجادلة؛ وذلك لأنها تجادل عن الإنسان المُتوفى في قبره إذا كان محافظًا على قراءتها في الدنيا خلال حياته، فسورة الملك سورة عظيمة مليئة بالفضائل والمكارم التي تجعل منها سورة مميزة. ويمكن أن يحصل الإنسان على الثواب العظيم من خلال دوامه والاستمرار في قراءة سورة الملك يوميًا وخصوصاً قبل النوم، إذ لا تستغرق الكثير من الوقت في قراءتها، بالإضافة إلى ضرورة إيمان الإنسان بكل ما ورد فيها من مواعظ وعبر وأخبار، وأخيرًا يجب على الإنسان المسلم أن يلتزم بما ورد فيها من أوامر وقواعد، والابتعاد عن كل ما ورد فيها من نواهٍ .

السابق
كم عدد السور المكية في القران الكريم
التالي
سبب تسمية سورة الفرقان

اترك تعليقاً