سورة البقرة
سورة البقرة من أطول سور القرأن، وتحتل المرتبة الثانية من حيث الترتيب في المصحف، وهي سورة مدنية، أول سورة نزلت في المدينة، وتعالج النظام والقوانين التشريعية التي يحتاجها المسلمون في حياتهم الاجتماعية، وتبدأ بحروف مقطعة “الم”، وذكر فيها لفظ الجلالة ما يزيد عن 100 مرة، وتحتوي على أطول أية في القرأن الكريم وهي أية الدين رقمها 282، وتضم الجزء الأول والثاني والثالث والحزب الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، وسبب تسميتها يعود لإحياء ذكرى المعجزة الباهرة التي ظهرت في زمن موسى الكليم، إذ قُتل شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا قاتله، وعُرض الأمر على موسى لعله يعرف من القاتل، وأوحي إليه بذبح بقرة، وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله، ويخبرهم عن القاتل، وتكون دليلًا قاطعًا بقدرة الله عز وجل في إحياء الخلق بعد الموت.
كم عدد حروف سورة البقرة
يوجد اختلاف في عدد كلمات وعدد أحرف سورة البقرة، وفيما يأتي ذكرها:
-
عدد كلمات سورة البقرة:
- القول الأول: عدد كلماتها ستة آلاف ومئة وإحدى وعشرون كلمةً.
- القول الثانى : عدد كلماتها ثلاثة آلاف ومئة كلمة.
- القول الثالث : عدد كلماتها ستة آلاف ومئة وأربع وأربعون كلمةً.
- القول الرابع : عدد كلماتها ستة آلاف ومئتان وإحدى وعشرون كلمةً.
-
عدد حروف سورة البقرة:
- القول الأول : عدد حروفها خمسة وعشرون ألف وخمسمئة حرف.
- القول الثانى : عدد حروفها ستة وعشرون ألف ومئتان وواحد وخمسون حرفًا.
فضل قراءة سورة البقرة
أثبتت الأحاديث النبوية الشريفة الفضل العظيم والكبير لسورة البقرة والأحاديث الموضوعة عن الرسول عليه أفضل الصلاة وسلام أيضًا، وفيما يأتي توضيح ذلك:
- تطرد الشياطين: تطرد قراءة سورة البقرة الشياطين، إذ إنها تنفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة، فقال أبو هريرة رضي الله عنه:[لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ]،.
- تحفظ الإنسان: إذ إنها تحفظه من الشرور، وتحميه من السحرة بأمر من الله عز وجل، وفي قراءتها بركة تعم على المؤمن، وقال صلى الله عليه وسلم:[اقْرَؤوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ اقْرَؤوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَؤوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلاَ تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ]،.
- تفضيل حافظ سورة البقرة: توجد لحافظ القرأن ميزة وأفضلية عن غيره، والدليل على ذلك قول أبو هريرة رضي الله عنه: بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعثًا، وهم ذو عَددٍ ، فاستقرأهم فاستقرأ كلُّ رجلٍ منهم ما معه من القرآنِ، فأتى على رجلٍ منهم – من أَحدثِهم سِنًّا – فقال: ما معك يا فلانُ ؟ ! قال: معي كذا وكذا، وسورةُ البقرةِ، قال: أمعك سورةَ البقرةِ ؟ ! ، فقال: نعم، قال: فاذهبْ، فأنت أميرُهم، فقال رجلٌ من أشرافهم: واللهِ يا رسولَ اللهِ! ما منعني أن أتعلَّمَ سورةَ البقرةِ، إلا خشيةَ ألا أقومَ بها؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تعلَّموا القرآنَ، واقرؤوه، فإنَّ مثلَ القرآنِ لمن تعلَّمه، فقرأه وقام به، كمثلِ جرابٍ مَحشُوٍّ مسكًا، يفوحُ ريحُه في كلِّ مكانٍ، ومثلُ من تعلَّمَه، فيرقدُ، وهو في جوفِه، كمثلِ جرابٍ وُكِئَ على مِسكٍ، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم من يحفظ سورة البقرة أميرًا على الجماعة من الصحابة الذين بعثهم رغم أنه أصغرهم سنًا إلا أنه أفضلهم لحفظه لسورة البقرة.
أية الكرسي
أية الكرسي هي الأية رقم 255 من سورة البقرة، وهي مكونة من 50 كلمةً، وسميت بـ سيدة القرأن لتدل على الألوهية المطلقة لله سبحانه وتعالى، إذ إن الكرسي هو رمز الحكم، وبدأ الله عز وجل الآية بذكر اسمه الله ونهاها بالعلي العظيم، ونزلت في الليل، وخرت عند نزولها جميع الأصنام وفرت جميع الشياطين، ويعود السبب لقدرها الكبير عند الله سبحانه وتعالى، ومعناها أن الله هو الوحيد الذي يستحق الألوهية والعبادة، وهو القائم على جميع الأمور، ولا يأخذه النعاس مطلقًا، وجميع من في السموات والأرض هم ملكًا له عز وجل، وهو يعلم بجميع الكائنات ويعلم بحاضرها وماضيها ومستقبلها أيضًا، ولا يستطيع أحد من العباد أن يطّلع على علم من علمه إلا إذا ذلك، ، ولها فضائل كثيرة، إذ إنها تحفظ كل من حفظها، ويتحصن بقراءتها كل المسلمين حول العالم لأهميتها الكبيرة، وكل من تمسك بها، وتمنع دخول الشيطان، ولها أجر عظيم عند قراءتها بعد كل صلاة من الصلاوات الخمس لقول الحديث الشريف:[من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت]، وتحفظ من يقرأها في الليل قبل النوم، ولا يقرب الشيطان منه لليوم الجديد.
