القرآن الكريم

كم عدد كلمات القرآن الكريم؟

القرآن الكريم

يعد القرآن الكريم الكتاب الذي أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، المنقول عنه نقلًا متواترًا بلا شبهة، وهو المعجزة الخالدة له، والمحفوظة من الله تعالى إلى يوم القيامة، وقد سمى الله تعالى القرآن الكريم بالعديد من الأسماء؛ كالكتاب، والمبين، والكريم، والنور، والهدى، والرحمة، والفرقان، والشفاء، والمبارك، والذكر، والحكمة، وغيرها العديد، فالقرآن الكريم الاصل الأول من أصول الشرع، وهو حجة على العباد يوم القيامة، بحره عميق، وفهمه دقيق، ولا يصل إلى فهمه إلا من أبحر في علومه وعامل الله بتقواه سرًا وعلانية، لذلك وجب على المسلمين أجمع تعظيم القرآن الكريم وتنزيهه وصيانته والعمل بآياته، فهو شفيع لهم يوم القيامة.

عدد كلمات القرآن الكريم

دون تكرار يبلغ عدد كلمات القرآن الكريم 77,439 كلمةً، أما عدد حروفه فتبلغ 320,015 حرفًا، لقول ابن كثير في تفسيره عن مجاهد رحمه الله أنه قال: “هذا ما أحصيناه من القرآن، وهو ثلاثمائة ألف حرف وعشرون ألفًا وخمسة عشر حرفًا”، أما عن عدد آيات القرآن الكريم فتبلغ ستة آلاف آية، وقد اختلف فيها على عدة أقوال، فمنهم من قال 6,204 آية، ومنهم من قال 6,214 آية، والبعض الآخر قال بأن عددها 6,219 آية، وقيل 6,225 أو 6,226 أو 6,236 آية، أما عن سور القرآن الكريم فيبلغ عددها 114 سورة، وتقسم إلى سور مكية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وسور مدنية نزلت عليه صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة المنورة، والمقسمة على 60 حزبًا في ثلاثين جزءًا.

خصائص القرآن الكريم

يتميز القرآن الكريم عن غيره من الكتب السماوية بالعديد من الخصائص، ومن أبرزها ما يأتي:

  • الإعجاز: فالقرآن الكريم هو الحجة التي أظهرها الله تعالى على يد رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحدى العالمين بأن يأتوا بمثلها، وتحداهم ثانية بأن يأتوا بعشر سور من مثله، وثالثة بأن يأتوا بسورة مثله، وما استطاعوا ولن يستطيعوا.
  • الأخبار الغيبية: فقد احتوى القرآن الكريم على جملة من أخبار الغيب التي تجعل من إعجازه إعجازًا مركبًا، فإن كان أعداؤه قد عجزوا عن الإتيان بمثله مفردًا، فهم أعجز عن الإتيان بمثله مركبًا، وعلم الغيب ليس لأحد من بني البشر، ولا يدركه أحد ولو على سبيل التخمين، والغيب إما يتعلق بالماضي أو الحاضر أو المستقبل، فأخبار الماضي؛ كالإخبار عن خلق السماوات والأرض، وقصص الأنبياء السابقين والأمم الماضية، ووجه الغيب في ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أميٌّ، لم يقرأ في كتب أهل الكتاب أو يتلقى عنهم شيئًا، أما عن الأخبار الغيبية المتعلقة بالوقت الحاضر؛ فقد كشفت العديد من الآيات القرآنية عن أحداث وقضايا لم يشهدها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أحد من صحبه، كآيات سورة التوبة التي كشفت حال المنافقين وما يخفونه في صدورهم، لقوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا}، أما فيما يتعلق بالأخبار الغيبية الخاصة بالمستقبل فمنها وعد الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه بدخول مكة، في قوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ}.
  • شفاعته لأهله: فقد خص الله تعالى القرآن الكريم من بين سائر الكتب السماوية بالشفاعة لأهله يوم القيامة، وقد ثبت ذلك للقرآن الكريم بأكمله ولبعض سوره، لقوله صلى الله عليه وسلم: [اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ. [وفي رواية]: غيرَ أنَّه قالَ: وكَأنَّهُما في كِلَيْهِما، ولَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي].
  • متعبد بتلاوته: وهي من خصائص القرآن الكريم والتي لا تكون لسواه، والتعبد بتلاوة القرآن أخص من ثواب تلاوته، فالتعبد بتلاوته يقصد بها بأن الكثير من العبادات الشرعية لا تتم إلا بتلاوة القرآن كالصلاة، أما الثواب على تلاوته فإنه يحصل سواء في الصلاة أو في سواها، وقد وردت العديد من الآيات التي تقرن تلاوة القرآن الكريم بالصلاة، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ}.
  • أن الله تعالى تعهد بحفظه: فقد ميز الله تعالى القرآن الكريم عن سائر الكتب السماوية بأن تعهد بحفظه، فقد قال جل في علاه في محكم كتابه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وما يدل على ذلك؛ تكالب الأعداء وتداعي الأمم عليه، فقد تآمر عليه المتآمرون وحاولوا تحريفه، إلا أنه لم تتبدل فيه كلمة، ولم يزد أو ينقص منه حرف، وإنما ذلك بقوة إله عظيم تولى حفظه، فما ترك المشركون وسيلة إلا سلكوها لمحاربة القرآن، فقد كانوا يلغون عند تلاوته، ويحاربون أتباعه، ويصرفون الناس عن سماعه، إلا أنهم قد خابوا وخسروا.
السابق
عدد كريات الدم الحمراء الطبيعي
التالي
هل نقص فيتامين د يسبب الصداع

اترك تعليقاً