القرآن الكريم

كم قصه في سورة الكهف

كم قصة في سورة الكهف؟

سورة الكهف من السور العظيمة التي وردت فيها العديد من القصص لكي يأخذ الناس منها العِظة والعِبرة، وقد اشتملت السورة على خمس قصص هي؛ قصة أهل الكهف، وقصة صاحب الجنتين، وقصة سيدنا آدم عليه السلام مع إبليس، وقصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر، وقصة ذي القرنين،وفيما يأتي تفصيل لكل منها على النحو الآتي:

قصة أهل الكهف

الآيات الكريمة التي تحدثت عن قصة أهل الكهف في سورة الكهف هي الآيات من قوله تعالى: {نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ نَبَأَهُم بِالحَقِّ إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنوا بِرَبِّهِم وَزِدناهُم هُدًى}، إلى قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا}، وتتحدّث قصة أهل الكهف عن عدد من الفتيان المسلمين الذين فرّوا من قومهم خشية الفتنة في دينهم، فكان قومهم يعبدون الأصنام والأوثان ويسجدون لها من دون الله تعالى، وكان ذلك في زمن ملك يُدعى دقيانوس، وكان هؤلاء الفتية من عُلية القوم، فألهمهم الله تعالى لدين الإسلام، وأزال الغشاوة عن عيونهم، وكشف حجاب الغفلة عن قلوبهم، قال تعالى: {وَرَبَطنا عَلى قُلوبِهِم إِذ قاموا فَقالوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ لَن نَدعُوَ مِن دونِهِ إِلـهًا لَقَد قُلنا إِذًا شَطَطًا}، فعلم هؤلاء الفتية أن قومهم ليسوا على شيء من الحق وأن ما يعبدون من دون الله تعالى لا ينفعهم ولا يضرهم، فخرجوا عن دين قومهم، وعبدوا الله وحده لا شريك له، وعندما اتفق هؤلاء الفتية على ترك دين قومهم والفرار منهم، دعوا الله تعالى أن يُيسر أمرهم ويُبعدهم عن القوم الكافرين، فألهمهم الله تعالى للذهاب إلى غار أو كهف بعيد عن مكان القوم الكافرين، وكان هذا الكهف واسعًا بحيث اتسع لهم جميعًا.

وكان أيضًا للكهف باب باتجاه الشمال فلا تدخله الشمس لا في طلوعها ولا في غروبها، فناموا في كهفهم مع كلبهم 309 سنة، وكان الله تعالى يُقلّبهم أثناء نومهم ذات اليمين وذات الشمال حتى لا تتعّفن أجسادهم، وبعد هذه المدة الطويلة أيقظهم الله تعالى، وبعد إيقاظهم كانوا يتساءلون بينهم عن المدة التي قضوها في كهفهم وهم نيام، فقال تعالى: {وَكَذلِكَ بَعَثناهُم لِيَتَساءَلوا بَينَهُم قالَ قائِلٌ مِنهُم كَم لَبِثتُم قالوا لَبِثنا يَومًا أَو بَعضَ يَومٍ قالوا رَبُّكُم أَعلَمُ بِما لَبِثتُم فَابعَثوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُم هـذِهِ إِلَى المَدينَةِ فَليَنظُر أَيُّها أَزكى طَعامًا فَليَأتِكُم بِرِزقٍ مِنهُ وَليَتَلَطَّف وَلا يُشعِرَنَّ بِكُم أَحَدًا}،فظنوا أنهم لبثوا يومًا أو أقل من ذلك، وبعد استيقاظهم من النوم شعروا بالجوع الشديد، وكان معهم آنذاك عملة ورقيّة فأرادوا أن يذهبوا إلى السوق لكي يشتروا شيئًا يأكلونه، ولكنهم خافوا من ظلم وبطش الملك الظالم وهو الملك الذي كان يحكمهم قبل نومهم، ولكنهم في النهاية أرسلوا واحدًا منهم ليجلب لهم الطعام، وطلبوا منه أن يتوخّى الحذر كي لا يعرفه أحد، فذهب واحدٌ منهم إلى السوق لكي يأتي بالطعام ولكن العملة الورقيّة التي كانت معه كانت قديمة جدًا وانتهى التعامل بها منذ زمنٍ بعيد، وعندما قدّم الشاب العملة للباعة شكّوا في أمره، وبعد علم القوم بقصة هؤلاء الفتية اتبعوا الشاب إلى كهفه فوجدوا جميع الفتية ميتين، وانتهت قصة هؤلاء الفتية المؤمنين.

قصة صاحب الجنتين

قصة أصحاب الجنتين التي وردت في سورة الكهف هي من قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا}، إلى قوله تعالى: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}، فتتحدّث القصة عن رجلين في الماضي كانت بينهما صِلة وتجمعهما علاقة صداقة، أحدهما مؤمن والآخر كافر، وقد ابتلى الله تعالى الرجل المؤمن بضيق الحال والفقر الشديد، ولكن وفي نفس الوقت أنعم الله تعالى عليه بنعمة الرضا والقناعة فكان دائم الحمد والشكر لربه على نعمه وفضله على الرغم من امتلاكه القليل، وبالمقابل فإن الرجل الكافر بسط الله تعالى نعمهُ عليه ووسع له في رزقه لكي يبتليه هل يشكرالله تعالى على هذه النّعم أم يكفر؟ وقد كان يملك ذلك الرجل الكافر جنّتين أي مزرعتين فيهما كل أنواع الشجر والزرع من النخيل والأعناب والزروع بأنواعها وأشكالها، وكان يتخلل هاتين المزرعتين نهر ماء جاري لكي يروي أشجاره ونباتاته قال تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا}.

فأعجب الرجل الكافر بمزرعتيه واعتزّ بهما وأصابه الغرور والكِبر، وقال بأنهما مزرعتان أبديتان ولن تزولا وأنه لا يوجد بعث ولا حساب وكفر بفضل ربه ونعمه التي أنعم بها عليه، قال تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا﴿35﴾ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا﴿36﴾}، وعندما رأى الإنسان المؤمن تكبّر صديقه الكافر وغروره خاف عليه وحذّره من تكبّره وغروره ودعاه إلى الإيمان بالله تعالى وحذّره من عذاب الله وسخطه، ولكن الرجل الكافر ازداد غرورًا ولم يسمع لصاحبه المؤمن، فأرسل الله تعالى على المزرعتين صاعقة في ليلة ظلماء أتت على ثمار المزرعتين ولم تبقي منهما شيئًا، وفي الصباح ذهب الرجل إلى مزرعتيه لكي يتفقدهما، فرأى ما حصل فيهما من خراب ودمار وحريق، فأيقن عندها أن الملك لله وأنه بيده المنع والعطاء، وندم أشد الندم وتمنّى لو أنه استجاب لدعوة صاحبه المؤمن ولكن كان قد فات الأوان.

قصة آدم عليه السلام مع إبليس

تعدّ قصة آدم مع إبليس من القصص الشهيرة ولا بد أنك تعرفها، فتتمثل قصة آدم مع إبليس التي وردت في سورة الكهف في قوله تعالى: {وَإِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ كانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَولِياءَ مِن دوني وَهُم لَكُم عَدُوٌّ بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلًا}، وتتحدّث القصة عن طلب الله تعالى من الملائكة أن يسجدوا لآدم عليه السلام بعد أن أظهر آدم من العلم ما قصرت عنه الملائكة، لذلك فقد استحق هذا التكريم، وقد تلقّت الملائكة أمر الله تعالى بالرضا والطاعة، فسجدوا لآدم عليه السلام تكريمًا وتعظيمًا له، وليس سجود عبادة وطاعة، ولكن إبليس أبى أن يسجد، استكبارًا لذاته وعُلوًا على آدم الذي خلقه الله تعالى من طين، في حين خُلِق هو من نار.

فإبليس وحده من عصى أمر ربه ورفض أمره وهذه العداوة التي بين إبليس وبني آدم هي امتداد لتلك العداوة التي بدأها إبليس مع آدم عندما امتنع عن السجود له، وكان ذلك سببًا في لعن الله تعالى لإبليس وطرده من الجنة، وبعد خروج إبليس من الجنة وطرد الله له فإذا هو شيطان رجيم، وإذا هو قوى خفيّة يتطاير منه الشرر والأذى لبني آدم أينما حلّ، لذلك نبّه الله تعالى بني آدم من أذى وشر إبليس ونهاهم عن اتباعه من دون الله تعالى، وطلب منهم أن يتّخذوه عدوًا لهم حيث حلّوا في كل زمانٍ ومكان.

قصة موسى عليه السلام مع الخضر

تبدأ قصة موسى عليه السلام مع الخضر التي وردت في سورة الكهف من قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴿60﴾ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴿61﴾} إلى قوله تعالى: {وَأَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتيمَينِ فِي المَدينَةِ وَكانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَكانَ أَبوهُما صالِحًا فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَيَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَما فَعَلتُهُ عَن أَمري ذلِكَ تَأويلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبرًا ﴿82﴾}، وتبدأ القصة عندما خَطَبَ موسى عليه السلام في بني إسرائيل، فسأله واحدٌ منهم عن أعلم الناس، فظنّ موسى أنه أعلم الناس، وقال أنا، فأراد الله تعالى أن يُبيّن لموسى أن هناك من العباد مَن هو أعلم منه، فأمره الله تعالى أن يسير إلى مكان محدد فيلتقي فيه مع عبدٍ عالم، فقرر موسى أن يسير إلى مجمع البحرين ليلتقي ذلك العبد، وقد أوحى الله تعالى لموسى علامة معينة ليستدل على مكان العبد.

وفي الطريق واجه موسى عليه السلام عدّة صعاب، ولكنه وصل في النهاية إلى ذلك العبد العالم، وعندما التقى موسى به أمر منه العبد أن لا يسأله عن أي شيء حتى يخبره العبد بذلك، فوافق موسى عليه السلام، وحدث هناك ثلاثة مواقف عجيبة لم يستطع موسى عليه السلام خلالها أن يكتم فضوله عن السؤال أثناء صحبته للعبد، ففي الموقف الأول ركب موسى عليه السلام والعبد سفينة، فكسر العبد شيئًا من السفينة، فتعجّب موسى عن سبب خرقه للسفينة وسأله عن ذلك، فلم يُجبه العبد، ثم تابعا المسير فوجدا غلامًا صغيرًا، فقتله العبد، فاستنكر موسى عليه السلام الفعل وسأله، ولكن العبد لم يُجبه.

فأكملوا المسير فوصلو إلى قرية فطلبوا من أهلها الطعام، فأبوا أن يُضيفوهما، فرأى العبد جدارًا آيلًا للسقوط فأقامه، فقال له موسى عليه السلام لو أنك أخذت أجرًا مقابل ذلك، وبعد الموقف الثالث افترق العبد الصالح وموسى عليه السلام لكثرة أسئلته، ولكنه أخبره عن أسباب ما فعله، فقال له أن السفينة كانت لمساكين فأردت أن أحدث بها عيبًا لكي لا يأخذها ملكهم الظالم، لأنه كان يأخذ كل سفينة صالحة غصبًا، وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين وهو كافر فأراد الله أن يُبدلهما خيرًا منه، وأما الجدار الذي أقامه العبد فقد كان تحته كنز لغلامين يتيمين وكان أبوهما صالحًا، فأقام الجدار حتى لا يستطيع أحد الوصول للذهب سوى ذلك الغلامين حين يكبران، وهنا انتهت قصهموسى عليه السلام مع العبد الصالح.

قصة ذي القرنين

تبدأ قصة ذي القرنين الواردة في سورة الكهف من قوله تعالى: {وَيَسأَلونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلو عَلَيكُم مِنهُ ذِكرًا ﴿٨٣﴾ إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَآتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَبًا ﴿٨٤﴾ فَأَتبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥﴾}، إلى قوله تعالى: {آتوني زُبَرَ الحَديدِ حَتّى إِذا ساوى بَينَ الصَّدَفَينِ قالَ انفُخوا حَتّى إِذا جَعَلَهُ نارًا قالَ آتوني أُفرِغ عَلَيهِ قِطرًا ﴿٩٦﴾ فَمَا اسطاعوا أَن يَظهَروهُ وَمَا استَطاعوا لَهُ نَقبًا ﴿٩٧﴾}[، وذو القرنين هو أحد الملوك الصالحين، وقد أُعطيَ هذا الملك المُلك والمال الكثير من الله تعالى، وأعطاه الله من الأسباب الموصلة لما وصل إليه، من سهولة الوصول إلى أقاصي العمران، وقهر البلدان، والتغلّب على الأعداء، واستعمل ذو القرنين تلك الأسباب على وجهها الصحيح للوصول إلى ما يريد، وبهذه الأسباب تمكّن من الوصول إلى مشارق الأرض ومغاربها، فلما بلغ مغرب الشمس، رآها تغرب في مرأى العين، فرآها تغرب في نفس الماء لأنه كان بينه وبين الشمس ماء، ووجد عند مغرب الشمس قومًا، فخيّره الله تعالى بين قتلهم، أو الإحسان إليهم لأنهم على ما يبدو كانوا كفارًا، فعرض عليهم الإسلام، فقسّمهم إلى قسمين؛ المؤمن والكافر.

فمن آمن أحسن إليه، ومن كفر عذّبه وعاقبه، فقال تعالى:{قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا﴿87﴾ وَأَمّا مَن آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُ جَزاءً الحُسنى وَسَنَقولُ لَهُ مِن أَمرِنا يُسرًا﴿88﴾}، وعندما واصل مسيره، وصل إلى مطلع الشمس، ووجد عندها أُناسًا لم يكن لهم من دون الشمس سترًا، إما لكون الشمس دائمة عندهم، أو لعدم وجود مساكن لهم، فوصل ذو القرنين إلى مكان انقطع عنه علم الأرض ولم يصله أحدًا، وكل ذلك بتقدير الله تعالى وحكمته، ثم استكمل مسيره قاصدًا الشمال، فوصل إلى سدّين بين الجبال، وهما سدّ يأجوج ومأجوج، فوجد عند السدّين أُناسًا لا يكادون يفقهون القول لأعجمية لسانهم قال تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴿93)}، ففقّههم ذو القرنين في القول ففهم عليهم وفهموا عليه بقدرة الله تعالى.

وعندها اشتكوا إليه ضرر يأجوج ومأجوج وإفسادهم في الأرض، فطلبوا منه أن يُخلّصهم من قوم يأجوج ومأجوج مقابل إعطائه أجره قال تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا﴿94﴾}، فرفض ذو القرنين الأجر، وقال لهم بأن عطية الله تعالى هو خير مما تملكون، ولكنه طلب منهم أن يساعدوه ببناء السدّ، وطلب منهم أن يجلبوا الحديد والنحاس ثم خلطهما وبنى سدًا عظيمًا لا يستطيع قوم يأجوح ومأجوج الخروج منه إلا بإرادة الله تعالى، قال تعالى: {آتوني زُبَرَ الحَديدِ حَتّى إِذا ساوى بَينَ الصَّدَفَينِ قالَ انفُخوا حَتّى إِذا جَعَلَهُ نارًا قالَ آتوني أُفرِغ عَلَيهِ قِطرًا ﴿٩٦﴾ فَمَا اسطاعوا أَن يَظهَروهُ وَمَا استَطاعوا لَهُ نَقبًا ﴿٩٧﴾}، وخروجهم من هذا السد هو علامة من علامات الساعة الكبرى.

قد يُهِمُّكَ: تعريف بسورة الكهف

سورة الكهف من السور العظيمة والمهمة والتي تحدّثت عن عدد من المواضيع التي تهم كل مسلم، ويمكنك التعرّف على سورة الكهف من خلال ما يلي:

  • أسماء السورة: سورة الكهف لها اسمان كما ورد في بعض الأحاديث النبويّة الشريفة، وهما؛ سورة الكهف، وسورة أصحاب الكهف.
  • فضل السورة: هناك عدد من الفضائل لسورة الكهف ومنها:
  • حفظ العشر آيات الأوائل من سورة الكهف تعصمك من فتنة الدجال، كما جاء في حديث أبي الدرداء عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ].
  • سورة الكهف هي بمثابة النور الذي يُنير ما بين الجمعتين، كما جاء في حديث أبي سعيد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ].
  • قراءة سورة الكهف هو سبب لنزول السكينة والأمن، كما جاء في حديث البراء بن عازب عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [قَرَأَ رَجُلٌ الكَهْفَ، وفي الدَّارِ دَابَّةٌ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَنَظَرَ فَإِذَا ضَبَابَةٌ، أَوْ سَحَابَةٌ قدْ غَشِيَتْهُ، قالَ: فَذَكَرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: اقْرَأْ فُلَانُ، فإنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ عِنْدَ القُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ].
  • أهم موضوعات السورة:هناك عدد من الموضوعات المهمة التي وردت في سورة الكهف منها:
  • ذِكْرُ حَمدِ الله تعالى على إنزالِه الكتابَ على عَبدِه، بالإضافة إلى وصفُ هذا الكتابِ بأنَّه قيِّمٌ لا عوجَ فيه، جاء للتبشيرِ والإنذارِ.
  • ذِكر قصة أصحاب الكهف لأخذ العظة والعبرة منها.
  • ذِكر فتنة المال، والتي بدت واضحة في قصة صاحب الجنتين.
  • ذِكر بعض مشاهد يوم القيامة.
  • ذِكر عداوة إبليس الأبدية لبني آدم، وأنه مستمر في إبعادك عن الحق وطريق الجنة حتى يوم القيامة.
  • ذكر قصة ذي القرنين.
  • ذكر قصة موسى مع العبد الصالح.
  • بيان ما أعده الله تعالى للمشركين، وما أعده لعباده المؤمنين الصالحين.
  • ضَربُ المَثَلِ للحياةِ الدُّنيا بما يدُلُّ على فنائِها وذَهابِ زُخرُفِها ومتاعها.
السابق
شرح سورة الهمزة للاطفال
التالي
كم عدد ايات سوره البقره

اترك تعليقاً