القرآن الكريم

كم عدد ايات سوره البقره

سور القرآن الكريم

أنزل الله جل وعلا على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم آيات القرآن الكريم، وكفل جل وعلا حفظها من الضياع والتحريف، ومما لا شك فيه أن القرآن الذي بين أيدينا اليوم هو ما حواه مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلم ينقص منه شيء ولا زيد فيه، وقد ضبط النبي المصطفى ترتيب كل سورة وموضعها، وتتنوع سور القرآن الكريم في مواضيعها، وعدد آياتها، وطولها، وسنتحدث في هذا المقال حول عدد آيات سورة البقرة، بالإضافة إلى ذكر فضائلها وأسباب نزولها.

عدد آيات سورة البقرة

تعد سورة البقرة أطول سورة في القرآن الكريم، ويأتي ترتيبها السورة الثانية بعد الفاتحة، فيما يبلغ عدد آياتها 286 آية، وهي سورة مدنية نزلت بعد الهجرة بالإجماع، وأول سورة قرآنية نزلت في المدينة المنورة باستثناء قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281]، تحتوي على أطول آية في القرآن الكريم وهي آية الديْن ورقمها 282، وتجدر الإشارة إلى أن سبب تسمية السورة بهذا الاسم مشتق من ورود قصة النبي موسى عليه السلام مع قومه بشأن المقتول الذي لم يعرف قاتله، فأمر الله جل وعلا نبيه موسى عليه السلام أن يأمر قومه بذبح أي بقرة، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67]، لكنهم صدوا عن الحق وشددوا في طلب أوصافها فشدد الله عليهم، وكانت هذه القصة مما انفردت به هذه السورة فسميت باسمها.

فضائل سورة البقرة

قبل البدء بسرد فضائل سورة البقرة، لا بد من التنويه إلى جملة أحاديث منتشرة لا تصح وهي ضعيفة، منها “آيتان هما قرآن، وهما يشفعان، و هما مما يحبهما الله، الآيتان في آخر سورة البقرة، من قرأ سورة البقرة؛ توج بتاج في الجنة، إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن، سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلًا لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهارًا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام، وعلى المرء أن يتنبه من صحة الحديث قبل العمل فيه أو نشره، لأنّ الأمر ليس مجرد كلام منقول، بل عاقبته وخيمة يوم القيامة، ويجب عليه التركيز على ما ورد في مصادر التشريع الصحيحة حول فضائل سورة البقرة، ومنها ما يلي:

  • فيها أعظم آية في القرآن الكريم وهي آية الكرسي ورقمها 255، وفي هذا المقام روى أبيّ بن كعب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ} قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ) [رواه مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن الحديث يتبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه ويرشدهم، فعلمهم أن أعظم آية هي الكرسي لأنها تشتمل على 10 صفات من صفات الله جل وعلا، ومعنى جملة “ليهنك العلم” أي لتهنأ به وهنيئًا لك وهي جملة دعاء.
  • طاردة للشياطين من البيت، وقد ورد ذلك في حديث واضح لا مجال للبس فيه رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله أنّه قال: (لا تَجْعَلوا بُيوتَكم مقابرَ؛ إنَّ الشيطانَ ينفِرُ من البيتِ الذي تُقرأ فيه سورةُ البَقرة) [رواه مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • الحافظة والكافية لمن قرأها، كما أنّها شفيعة يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون، فقد روى أبو أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اقرؤوا القرآنَ؛ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه، اقرؤوا الزهْرَاوينِ: البقرةَ وآلَ عمرانَ، فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكُها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطَلَةُ) [رواه الألباني| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

مواضيع سورة البقرة

اشتملت سورة البقرة مواضيع مختلفة، وفيما يأتي توضيح لأبرزها:

  • تقسيم الناس إلى 3 أقسام؛ فمنهم الكافرين الذين جحدوا بآيات الله ورسله بل حاجّوا في كفرهم، ومنهم المؤمنين الذين فتح الله عليهم وشرح صدورهم، ومنهم المنافقين الذين يبطنون عكس ما يعلنون فهم كفار مع الكافرين، ومؤمنون مع المؤمنين.
  • توصية الناس جميعًا بأقسامهم الثلاث بعبادة الله جل وعلا، مع بيان أسباب استحقاقه تبارك وتعالى للعبادة من خلال سرد النعم الجليلة التي أنعمها على عباده، وفي ذلك استشهدت الآيات بأساليب الترغيب والنعيم المقيم لمن آمن، وأساليب الترهيب والجحيم الخالد لمَن كفر.
  • بداية خلق الإنسان وحوار الله جل وعلا مع ملائكته.
  • قصة استخلاف سيدنا آدم عليه السلام في الأرض وقصته مع الشيطان.
  • ذكر أهم الوقائع والأحداث التي مرت على بني إسرائيل.
  • قصة ابتلاء الله جل وعلا لسيدنا إبراهيم عليه السلام بالكلمات، وبناء الكعبة مع ابنه إسماعيل عليه السلام.
  • بيان الأحكام الشرعية في جوانب منوعة منها جانب العبادات كالصلاة والصدقة والصيام، وجانب المعاملات المالية كالربا والدين والرهن، وجانب الأسرة كالطلاق، والزواج، والعدد.
  • عرض براهين حول يوم البعث وقدرة الله جل وعلا على إحياء الموتى، ومنها قصة قتيل بني إسرائيل، وقصة إبراهيم مع الطير، وقصة مَن مر على قرية وهي خاوية.
  • عرض قصة طالوت وجالوت مع بني إسرائيل.
  • عرض قصة مَن حاجج إبراهيم في الله.
السابق
كم قصه في سورة الكهف
التالي
خلق الانسان جزوعا

اترك تعليقاً