القرآن الكريم

ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون تفسير

تفسير آية: “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون”

قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، في هذه الآية حَكَمَ الله تعالى بالكفر على كل من ارتضى حكمًا بغير ما أنزل الله، فحُكِمَ عليه بالظلم والكفر والفسق، وهذا الكفر قد يكون كفرًا أصغر أو كفرًا أكبر بحسب حال الحاكم، فمن حكم بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى مستحلاً وجاحدًا لحكم ربه، أو يرى أنّ حكم القوانين التي وضعهما البشر أفضل من حكم الله تعالى، فهو كافر كفرًًا يخرجه من الملّة، وأما مَن غَلَبه هواه فحكم بغير الشرع مع اعترافه بالحق فهو مخطئ وغير خارج من المِلّة، ويمكن أن يُطلق عليه أنه كافر كفرًا أصغر غير مُخرِج من الملّة، وقال ابن عباس في تفسير الآية: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}، فقد فعل فعلاً يُضاهي أفعال الكفار، ومن لم يحكم بجميع ما أنزل الله تعالى فهو كافر، فأما مَن حكم بالتوحيد ولم يحكم ببعض الشرائع فلا يدخل في هذه الآية، والآية مختصة في اليهود بناءً على القرآن الكريم، مع أن بعض أهل العلم اختلفوا فيما إذا كانت للمسلمين أو للكفار.

ما سبب نزول الآية الكريمة؟

نزلت هذه الآية في طائفتين من اليهود هما بني النضير وقريظة، وكانت إحداهما قد قهرت الأخرى، حتى اصطلحوا وارتضوا على أنّ كل قتيل قتلته طائفة الذليلة من طائفة العزيزة فديته 100 وسقًا، وكل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة فديته 50 وسقًا، فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلاً، فأرسلت العزيزة إلى الذليلة لكي تبعث لهم 100 وسق، والوسق هو الحِمل، ومقداره ستون صاعًا من الحبوب والثمار، فلم ترضَ الذليلة أن تعطي العزيزة الديّة، وكادت الحرب أن تقوم بين الطائفتين، فجعلوا الرسول صلى الله عليه وسلم حكمًًا بينهم، عندها علمت طائفة العزيزة أن حكمها ظالم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم سيحكم بينهم بالعدل، وعندها دسّوا واحدًًا منهم ليعرف حكم النبي، فقالوا إن حكم بما نريد فسنرتضي لحكمه، وإن حكم بيننا بما لا نرتضي فإننا سنردّ حكمه، فلما جاؤوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أخبره الله تعالى بأمرهم ومكيدتهم، فنزل قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}.

مَعْلومَة: آيات أخرى عن الحكم بغير ما أنزل الله

جاء القرآن الكريم بالكثير من الآيات الأخرى التي تحدّثت عن الحكم بغير ما أنزل الله تعالى، ومن أهم الآيات ما يلي:

  • قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
  • قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّـهُ}.
  • قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
  • قال تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
  • قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴿٦٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿٦١﴾}.
  • قال تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}.

إقرأ المزيد على حياتك.كوم: https://hyatok.com/%D9%88%D9%85%D9%86_%D9%84%D9%85_%D9%8A%D8%AD%D9%83%D9%85_%D8%A8%D9%85%D8%A7_%D8%A3%D9%86%D8%B2%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D9%81%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A6%D9%83_%D9%87%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%86_%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1

السابق
كيف يحدث الاغماء
التالي
تعريف بسورة الفتح

اترك تعليقاً