سبب تسمية سورة النور

سميت هذه السورة المباركة كأغلب السور القرآنية نسبةً إلى لفظ ورد ذكرُه فيها، إذ ذكر لفظ النور ضمن آيات هذه السورة المباركة، وقد ورد لفظ النور في الآية التي رقم 35، وقد اشتملت هذه السورة على الكثير من الأحكام التي شرعها الله سبحانه وتعالى، فتضيء الدرب لكل من يريد أن يستقيم على شرع وتوجيهات الله سبحانه وتعالى، فالنور هو شرع الله عزّ وجل وهدايته، فما دون ذلك هو الظلام بالنسبة للعباد والمجتمعات، وبذلك فإن من يتبع شرع الله سبحانه وتعالى، تمتلئ حياته بالنور والهدى والإيمان.

خصائص سورة النور

سورة النور هي واحدة من سور القرآن الكريم المدنية، تتكون من 64 آية، وتحمل هذه السورة المباركة الترتيب 24 من سور القرآن الكريم، وقد اشتملت مواضيع هذه السورة الكريمة على الحديث حول الأخلاق والآداب والعديد من التوجيهات العامة التي ينبغي أن تُبنى عليها حياة العبد المسلم، والتي كانت موجهة لبناء مجتمع إسلامي مترابط، ابتداءً من العائلات وهي بطبيعة الحال نواة المجتمعات وأساسه، وصولًا إلى المجتمع عمومًا، وقد ناقشت هذه السورة وعالجت الكثير من قضايا وأحوال المجتمع الإسلامي. وقد نزلت هذه السورة المباركة بعد الهجرة النبوية الشريفة، هذا وقد وردت سورة النور في الجزء الثامن عشر من القرآن الكريم، كما سُميت بهذا الاسم منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد نزلت قبل نزول سورة الحج وبعد سورة النصر، وتحمل هذه السورة المباركة رقم مائة من حيث ترتيبها في النزول.

مواضيع ناقشتها سورة النور

تضمنت هذه السورة المباركة الحديث حول الأحكام والسلوكيات التي ينبغي أن يلتزم بها العبد المسلم في مجتمعه الإسلامي، حتى أنها تحدثت حول الأخلاقيات حتى داخل جدران بيوت المؤمنين، فتحدثت حول المشاكل التي تُؤثر على كيان الأسرة، ومن المواضيع التي تحدثت حولها سورة الملك المباركة، ما يلي:

• حثت على الالتزام بالعفاف بين كافة الناس في المجتمع.
• تحدثت هذه السورة الكريمة أيضًا عن عقوبة الزنا بالتفصيل، سواء أكان الزاني رجلاً أم امرأة، كما بينت ما يجب توافره من شروط حتى تثبت هذه الجريمة الكبيرة والبغيضة والمرفوضة في الدين الإسلامي.
• وقد اشتملت هذه السورة المباركة على تفصيل شامل لأحكام اللعان بين الزوجين.
• حذرت هذه السورة الكريمة من إشاعة الفواحش والفتن بين الناس في المجتمع، فقد منعت آيات هذه السورة المباركة هذا الأمر بصورة جازمة.
• حرصت هذه السورة المباركة على ذكر الآداب الواجب استخدامها عند الرغبة في دخول منازل الآخرين؛ للحفاظ على خصوصية وحرمة البيوت وعدم انتهاكها.
• تحدثت عن تحريم البغاء في الدين الإسلامي الحنيف.
• ذكرت هذه السورة المباركة محارم المرأة بالتفصيل، وذلك من أجل إنهاء الكثير من المشاكل الأسرية.
• أمرت سورة النور كل من الرجال بغض البصر، كما نهت النساء عن إظهار الزينة، وبذلك تخمد الغريزة بصورة كبيرة، وفي النهاية يتخلص المجتمع من الكثير من الموبقات التي يمكن أن تكون الغريزة هي السبب فيها.
• حثت سورة النور الكريمة على مكاتبة العبيد عند الرغبة بتحريرهم، إذ تكون المكاتبة وسيلة من وسائل تحريرهم.
• تضمنت هذه السورة المباركة أهمية المحافظة على أعراض الناس، وخطورة هتك الستر، والحث على منعه.
• عالجت سورة النور المباركة قصة حادثة الإفك التي اتهمت فيها أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بتهمة شنيعة وكبيرة وهي بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف من قبل المنافقين، وقد نزلت هذه السورة المباركة من أجل تبرئتها رضي الله عنها.
• ذكرت في آياتها المباركة قصةً لأحد الصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعًا، وقد كان هذا الصحابي يرغب بالزواج من امرأة تسافح مع الرجال، وبعدما استشار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، نهت هذه الآيات في السورة المباركة الصحابي عن هذا الأمر.
• ذكرت هذه السورة المباركة في آياتها قصة الملاعنة بين عويمر العجلاني وزوجته.
• وأخيرًا، نذكر أيضًا حديث هذه السورة حول قصة الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حينما أراد توقيف النفقة على رجل كان قد اشترك بحادثة الإفك، إذ أنه ادعى على ابنة أبو بكر الصديق وهي عائشة رضي الله عنها العفيفة والطاهرة.

سبب نزول بعض الآيات من سورة النور

توجد بعض الآيات في هذه السورة المباركة تحمل أسبابًا لنزولها، نذكر منها:

• الآية الثالثة من سورة النور: وقد نزلت هذه الآية المباركة حينما أراد أحد المهاجرين أن يتزوّج من البغايا في المدينة المنورة اسمها عناق، وكان اسمه هو مرثد بن أبي مرثد، وعندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، نزلت هذه الآية المباركة والتي حرّم الله سبحانه وتعالى فيها الزواج من امرأة زانية حتى تتوب.
• الآية السادسة من سورة النور: أما هذه الآية المباركة فقد نزلت حتى توضح الحكم فيما حدث بين هلال بن أمية وزوجته، وذلك حينما شاهد رجلًا عند زوجته ولم يكن لديه أي شُهود على ما حدث بينهما، فنزلت هذه الآية لتوضح الحكم في مثل هذا الوضع.
• الآية الحادية عشر من سورة النور: بالإضافة إلى ما تبعها من آيات تتحدث حول القذف اتهم المنافقون فيها صفوان بن معطل وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
• الآية الثانية والعشرون من سورة النور: والسبب في نزول هذه الآية أن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد قطع النفقة عن رجل يدعى مسطح بن حثاثة، وذلك بسبب اشتراكه في حادثة الإفك، إذ أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان قد حلف أن يقطع نفقته عنه بعد اشتراكه في هذه الحادثة، وبعد نزول هذه الآية المباركة عدل أبو بكر الصديق عن رأيه وعن يمينه.