القرآن الكريم

فوائد سورة الفاتحة للرزق

سورة الفاتحة

دعانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى قراءة القرآن وتدبر معانيه وكلماته ففيه المنهاج الكامل لحياة المسلم الذي يوجهه إلى الطريق السليم في العبادات والتعاملات والفضائل من الأخلاق، ولا شك أن لسورة الفاتحة مكانة خاصة وإلا لما كانت ركنًا رئيسًا من أركان الصلاة وما كانت أول سور القرآن الكريم، كذلك فإن لها فوائد عظيمة في زيادة الرزق وهو ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

ومن الملاحظ أن السور في القرآن الكريم قد سميت حسب مواضيعها، كسورة الفاتحة لأنها فاتحة القرآن وتسمى بفاتحة الكتاب، وتسمى أيضًا بأم الكتاب وأم القرآن لأنها أول سور القرآن، وسميت أيضًا بالسبع المثاني فهي تتألف من سبع آيات وقد رجح جمهور العلماء ومنهم الثعلبي والأنباري بأنها تنزلت على الرسول محمد في مكة مكرمة مما يجعلها سورة مكية وذهب بعض العلماء إلى القول بأنها تنزلت على مرحلتين اثنتين إحداهما في مكة والأخرى في المدينة المنورة، وتعد سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن ولها العديد من الأسماء كسورة الحمد والكافية والوافية وسورة الكنز والنور والشكر والحمد والشافية والرقية.

فوائد سورة الفاتحة للرزق

لهذه السورة الكريمة الكثير من الفضل الذي يعود بالخير على قارئها وحافظها، فأما عن فوائدها في الرزق:

  • تبدأ سورة الفاتحة في آياتها الأولى بذكر أعظم اسم وهو الله وهو المستحق للعبادة، وكما تلاها ذكر صفة الله الرحمن الرحيم وهما اسمان يدلان على رحمة الله الواسعة بعباده فهو الذي ييسر لهم شأنهم في الآخرة وفي الدنيا فيعيذهم من الهم والحزن، ومن ضيق ذات اليد والفقر فيرزقهم الرزق الكثير ويبارك لعباده فيه.
  • تلاها الْحَمْدُ لِلَّهِ؛ أي الثناء على الله بصفات الكمال، وذكر وصف رب العالمين أي الخالق لعبادة الميسر لأمورهم والمانح للنعم الكثيرة والتي بدونها لا يستطيعون العيش.
  • إعادة تأكيد على رحمة الله الواسعة والتي تشمل أمور الحياة كلها في قوله (الرحمن الرحيم).
  • وصف الله بأنه المالك لكل شيء في قوله (مالك يوم الدين)، وهو الآمر الناهي، المتصرف بمماليكه بما فيها يوم القيامة والذي ورد في السورة يوم الدين، إذ يظهر عدل الله في ذلك اليوم حين يستوي العباد جميعًا الملوك والأحرار والعبيد، كلهم ينتظرون الحساب خائفين من العقاب وخاضعين لعزته تعالى.
  • يستعين العبد بالله عز وجل في قراءته لسورة الفاتحة في الآية (إياك نعبد وإياك نستعين) والاستعانة تعني اللجوء إلى الله في أمرين أحدهما العبادة والثاني تيسير الأمر كله ومنه الرزق.
  • يلجأ العبد إلى الله داعيًا لطلب الرزق ولعل الدعاء والاستجابة مقرونة بعبادة الله والتقرب إليه بالطاعات، وتلاوة القرآن وسيلة من تلك الوسائل وسورة الفاتحة من أخيَر السور في ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبدالله: (ألا أخبرك يا جابر بن عبد الله بأخير سورة في القرآن؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها)
  • ورد في الحديث القدسي أن العبد إذا قرأ سورة الفاتحة فوصل عند الآية: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الدين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، قال الله عز وجل لعبده: (هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)، فإن طلب العبد من الله الرزق الوفير والخير الكثير وفّقه الله إلى ذلك.

مواضيع سورة الفاتحة

اشتملت سورة الفاتحة على الكثير من المواضيع المهمة في حياة المسلم وهي:

  • حمد الله والثناء عليه وتمجيده بذكر أسمائه الحسنى، وبيان قوته وتنزيهه عن أي نقص.
  • سلطة الله سبحانه وتعالى على ما في الأرض والسماوات وعلى جميع ما فيها من مخلوقات.
  • تفرد الله عز وجل بالعبادة والاستعانة من العباد، والتوجه له وحده بالدعاء والسؤال.
  • أهمية تضرع العباد لله في الاستقامة والثبات على الصراط المستقيم.
  • الإشارة إلى يوم القيامة الذي لا يملكه سوى الله، وإثبات البعث.
  • التفرقة بين الفريق الذي أنعم الله عليه بالهداية فنال رضاه، والفريق الذي غضب عليه فنال عقابه.
  • صفات الله سبحانه وتعالى فهو الرحيم بعباده.
  • تناولت سورة الفاتحة أصول الدين وفروعه كالإيمان بصفات الله الحسنى والدعاء والاعتقاد باليوم الآخر.
  • تفرد الله سبحانه وتعالى بالحكم بين الخلائق، فهو الحاكم العادل.

فضل سورة الفاتحة

بالإضافة إلى فوائد سورة الفاتحة في تيسير الرزق، فإن لها الكثير من الفضائل الأخرى، ومنها:

  • في قراءة سورة الفاتحة شفاء للبدن والجسم وزيادة في الصحة، وطهارة ونقاء في القلب، يلقى المسلم سعادة الدارين الدنيا والآخرة في المواظبة على قرائتها، وقد استخدمها الصّحابة في الاسترقاء والرقية.
  • في سورة الفاتحة من البلاغة والبيان وحسن الكلام ما يقرب اللغة العربية إلى العبد.
  • هي سبع آيات تختصر على المسلم منهجه وتنير له البصيرة وترشده إلى درب الفلاح.
  • في السورة عدد من أسماء الله الحسنى وصفاته وهي تسليم من العبد واعتراف بربوبية الله عز وجل.
  • سورة الفاتحة دافعة للهم والغم، والحزن والخوف، وفيها رقية شاملة للجسم ومفتاح للغنى والقوة والفلاح.
  • سورة الفاتحة جزء أساسي من الصلاة، فلا تصح الصلاة إلا بها، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ)
  • سورة الفاتحة من أعظم السور في القرآن الكريم، كما ولم تنزل سورة أعظم من الفاتحة لا في التوراة ولا الإنجيل.

أسباب نزول سورة الفاتحة

يروي أبو إسحاق عن أبي ميسرة، ويقول كل ما ظهر رسول الله سمع صوتًا عاليًا ينادي يا محمد، فيخاف رسول الله ويفر هاربًا، وقال له ورقة بن نوفل بأنه إذا سمع الصوت والنداء يثبت حتى يسمع ما سيقال له، وحين ظهر رسول الله سمع صوتًا ينادي يا محمد، فقال رسول الله: لبيك، ثم طلب منه أن يشهد وقال له: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، ثم قرأ آيات سورة الفاتحة من قوله تعالى (الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ الرَحمَنِ الرَحيمِ مالِكِ يَومِ الدينِ) حتى نهاية سورة الفاتحة، ويروي علي بن أبي طالب أن سورة الفاتحة نزلت من كنز تحت العرش في مكة المكرمة، ومن الصحابة من قال بأنها سورة مكية ومنهم من قال بأنها مدنية.

السابق
عدد كلمات سورة الفاتحة
التالي
الاصل البخيل هو

اترك تعليقاً