القرآن الكريم

احكام نون الساكنة والتنوين

علم التجويد

يعرف التجويد اصطلاحًا إعطاء كل حرف حقه بمقتضى قواعد معهودة عند تلاوة آيات القرآن الكريم، وتعني أيضًا إخراج الحروف حسب أصولها مع الترنيم والتنغيم، والهدف منه حفظ اللسان من اللحن أو الوقوع في الخطأ، وهذا أمر واجب على كل مسلم مكلف؛ لأن الإخلال به قد يؤثر في أحيان كثيرة على فهم مدلول الآيات وأبعادها ومغزاها، ومن أحكام التجويد ما يتعلق بالنون الساكنة والتنوين، وهو محور حديثنا في هذا المقال بشيء من التفصيل.

مفهوم النون الساكنة والتنوين

تعرف النون الساكنة بأنها أي نون أصلية في الكلمة، أي أنها ثابتة لا تسقط في اللفظ أو الكتابة، وفي الوقف أو الوصل، وخالية من الحركة أي أنها ليست مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، ولا فرق فيما إذا وردت في الأسماء أو الأفعال أو الحروف، ولا فرق فيما إذا وردت وسط الكلمة أو آخرها، وليس من الممكن أن تأتي في أول الكلمة؛ لأن اللغة العربية لا تبدأ بساكن، وأما التنوين فهو نون زائد في الكلمة، وتظهر في اللفظ دون الكتابة، وتتنوع تبعًا لحركتها، فيوجد تنوين الضم وإشارة ضمتين متلازمتين ُ ُ وتنوين الكسر وإشارة كسرتين متلازمتين ِ ِ، وتنوين الفتح وإشارته فتحتين متلازمتين َ َ، ومن أبرز الفروقات بين النون الساكنة والتنوين ما يأتي:

  • النون الساكنة قد تكون حرفًا أصليًا أو زائدًا، بينما التنوين زائدة في كل الأحوال، فإذا حذفت بقي المعنى تامًا.
  • النون الساكنة تلفظ وتكتب، بينما التنوين تلفظ فقط وتسقط بالكتابة لأنها زائدة أصلًا.
  • النون الساكنة ترد في جميع أنواع الكلام، بينما التنوين تلحق بالأسماء فقط دون الأفعال أو الحروف، وفي هذا المقام ينبغي التنويه إلى آيتين وردتا في موضعين مختلفين لا تنطبق عليهما هذه القاعد، الأولى في قوله تعالى: {وَلَيَكُوناً مّن الصّاغِرِينَ} [يوسف: 32]، والثانيو في قوله تعالى {لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ} [العلق: 15]، والحقيقة أن هذا التنويه هو نون فعليًا، ولكن الرسم القرآني مختلف، فأصل الكلمة ليكونن، والثانية لنسفعنّ.
  • النون الساكنة قد تكون متوسطة أو في آخر الكلمة، بينما التنوين لا تظهر إلا متطرفة.

أحكام النون الساكنة والتنوين

توجد أربعة أحكام ينبغي تطبيقها في حال ورود النون الساكنة أو التنوين أثناء قراءة آيات القرآن الكريم، وهي: الإظهار، الإدعام، الإقلاب، والإخفاء الحقيقي، وسنتحدث حول كل حكم بشيء من التفصيل مع الأمثلة والشرح على النحو التالي:

الإظهار

يعرف في معاجم اللغة بأنه كلمة مرادفة للبيان والإيضاح، وأما اصطلاحًا فيقصد به نطق النون الساكنة والتنوين نطقًا ظاهرًا واضحًا بغير غنة، وعدد حروفه 6 وهي: الهمزة، الهاء، العين، الخاء، الغين، والخاء، ومن الأمثلة على كل حرف:

  • ينأون.
  • من هاجر.
  • أنعمت.
  • نارٌ حامية.
  • من غل.
  • من خير.

الإدغام

يعرف في معاجم اللغة بأنه كلمة مرادفة للإدخال أو الدمج، وأما اصطلاحًا فيعني إدغام النون الساكنة أو التنوين مع الحرف الذي يليها لتصبح حرفًا واحدًا مشددًا من جنس الحرف الثاني، وكأن النون أو التنوين غير موجودة أصلًا، وحروفه هي: الياء، الراء، الميم، اللام، الواو، والنون ويمكن جمعها في كلمة يرملون، وللإدغام قسمان هما:

  • الإدغام بغنة: ويقصد به دمج النون الساكنة أو التنوين بالحروف المكونة لكلمة ينمو مع الغنة بمقدار حركتين، ومن الأمثلة عليه:
  • إن يقولون: يجب دمع النون الساكنة في حرف الشرط إنْ، مع الياء المتحركة في كلمة؛ يقولون لتصبح ياءً مشددة، وتلفظ إيّقولون.
  • أمشاجٍ نبتليه: يجب دمج تنوين الكسر في نهاية كلمة أمشاجٍ مع النون المتحركة في كلمة نبتليه لتصبح نونًا مششدة وتلفظ أمشاجنّبتليه.

وتجدر الإشارة إلى استثناء النون الساكنة مع الياء أو الواو في كلمة واحدة مثل:

  • الدنْيَا: التقت النون الساكنة مع الياء المتحركة في كلمة واحدة، ولكن لا يجوز إدغام الحرفين ولفظ الكلمة الديّا، بل تأخذ أحكام الإظهار وتلفظ كما تكتب الدنيا.
  • صنْوَان: التقت النون الساكنة مع الواو المتحركة في كلمة واحدة، ولكن لا يجوز إدغام الحرفين ولفظ الكلمة صِوّان.
  • الإدغام بغير غنة: ويقصد به دمج النون الساكنة أو التنوين في حرفي اللام والراء بدون غنة، ومن الأمثلة عليه:
  • من لدنه: التقت النون الساكنة في من مع اللام المتحركة في لدنه، فتلفظ الكلمة ملّدنه.
  • عيشةٍ راضية: التقت تنوين الكسر في كلمة عيشةٍ مع الراء المتحرك في كلمة راضية، فتلفظ عيشتُراضية.

الإقلاب

يعرف الإقلاب لغًة بأنه تحويل الشيء إلى غيره، ويقصد به اصطلاحًا قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم مخفية إذا التقت أي منهما بحرف الباء مع الغنة بمقدار حركتين، ومن الأمثلة عليه:

  • من بعد: التقت النون الساكنة مع الباء المتحركة في كلمتين مختلفتين فيحب قلب النون الساكنة ميمًا مخفية، وعليه تلفظ ممبعد.
  • أنْبِئهم: التقت النون الساكنة مع الباء المتحركة في نفس الكلمة، فيجب قلب النون الساكنة ميمًا مخفية، وعليه تلفط أمبئهم.
  • سميعٌ بصير: التقت تنوين الضم مع الباء المتحركة في كلمتين مختلفتين، فيجب قلب التنوين ميمًا مخفية، وعليه تلفظ سميعمبصير.

الإخفاء الحقيقي

يعرف لغًة بالستر، وأما اصطلاحًا فيقصد به نطق النون الساكنة أو التنوين ما بين الإظهار والإدغام، مع تجريدهما من التشديد وبقاء الغنة بمقدار حركتين، وحروفه 15 حرفًا وهي: الطاء، الدال، التاء وهما أعلى مراتب الإخفاء، القاف والكاف وهما أدنى مراتب الإخفاء، والثاء، الجيم، الذال، الزاي، السين، الشين، الصاد، الضاد، الظاء، الفاء وهما أوسط مراتب الإخفاء فيجب مراعاة ذلك، ومن الأمثلة على أحكام الإخفاء الحقيقي ما يلي:

  • الأنْصَار: التقت النون الساكنة مع الصاد المتحركة في نفس الكلمة، فيجب نطق النون ما بين الإظهار والإدغام بغنة دون تشديد.
  • منِ ذَهب: ينطبق عليها ما ذكر أعلاه من حكم.
  • ماءً ثجاجًا.
  • صبرٌ جَميل.
  • إنْ شَاء.
  • غفورٌ شَكور.
  • انْقلبوا.
  • عِنْد.
  • ينْطِقون.
  • تنزيل.
  • كنْتُم.
  • قومًا ضالين.
  • من ظهير.
السابق
تفسير اية فانكحوا ما طاب لكم من النساء
التالي
النظام الاساسي للحكم ثالث متوسط

اترك تعليقاً