سورة يس
يعد القرآن الكريم المعجزة الخالدة ومنهج حياة الأمة الإسلامية، وقد صنفت آياته الكريمة بحسب المواضيع التي اختصت بها وحسب وقت وزمان النزول، ويبلغ عدد سور القرآن الكريم 114 سورة، ولكلّ سورة خصائص وسمات وفضل على كلّ مسلم أن يدركها وبتدبر معانيها، ومن هذه السور الكريمة سورة يس التي سميت بهذا الاسم لأن الله تعالى بدأ السورة بحرفي الهجاء “يس”، وهذه من صور الإعجاز في القرآن الكريم، وسورة يس من السورة المكية ما عدا الآية رقم “45” فهي مدنية، وتعد من سور المثاني، وعدد آياتها 83 آية، وترتيبها في المصحف الكريم السورة 36 بين السور، نزلت بعد سورة الجن، وتقع السورة في الحزب 45 من الجزء 23 من القرآن الكريم، تتناول مواضيع رئيسية عديدة؛ مثل الإيمان بالبعث والنشور، ووحدانية الخالق، وغيرها من المواضيع التي سنبينها في هذا المقال.
خصائص سورة يس
لسورة يس خواص وأسرار، نذكر منها ما يأتي:
- يشعر المرء عن تلاوة السورة بالراحة النفسية والذهنية، ولا بد عند تلاوة السورة أن يكون لدى القارئ نية صافية للتوبة إلى الله، وقضاء الحاجة.
- تُقرأ السورة على الميت؛ وذلك تخفيف لسكرات الموت له.
- لسورة يس فضل كبير لمن قرأها حين يمسي وحين يصبح.
- لقبت هذه السورة بقلب القرآن.
أهم مواضيع سورة يس
تتضمن سورة يس الكثير من المواضيع المهمة، منها ما يأتي:
- أقسم الله تعالى في مطلع السورة بالقرآن الكريم الذي هو صدق دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته، وأنه مبعوث رحمة للعالمين لينذر هؤلاء القوم الذين لم يأتهم من قبل نذير، وتصحيح الكثير من معتقداتهم وتصوراتهم الخاطئة، والبقاء على بقايا موروثاتهم التي ورثوها عن ملة إبراهيم ودين إسماعيل عليهما السلام.
- بيان قدرة الله تعالى في البعث وإحياء الموتى يوم القيامة، وهو من أكثر الأمور التي شغلت المشركين عند دعوتهم إلى الإسلام.
- بيان ضرورة التفكر والتدبر بآيات الكون من حولنا،؛ لأن فيها دلائل واضحة على عظمة الخالق.
- التخفيف عن الرسول الكريم بعد تعرضه للأذى المستمر، وذلك بذكر قصص الأنبياء وصبرهم على الأذى واستمرارهم بدعوة أقوامهم.
- التذكير بعذاب الله تعالى للكفار ومن لم يستجب لرسالته، وفيه أخذ للعبرة والعظة، وفي المقابل بيان جزاء المؤمنين به وفوزهم برضا الله تعالى والجنة يوم الحساب.
- بيان نظام الكون الدقيق وفق حساب محدد، فلا الشمس تسبق القمر ولا الليل يسبق النهار، وبيان قدرة الله تعالى في آياته بإظهار مراحل تغير القمر على مدار الشهر.
- يوم القيامة وموعد الحساب العادل، وفيه يبعث الناس ليلقى كلّ إنسان حسابه ومصيره.
- ذكْر القرآن الكريم وأهميته، ففيه أقسم الله تعالى لبيان منزلة هذه المعجزة الخالدة التي نزلت على خاتم المرسلين ليكون دليل الحق، وخاطبت آياته الجميع على اختلاف عقولهم، وبينت أنه صالح لكلّ زمان ومكان.
- التأكيد على ضرورة الالتزام بطهارة وسلامة القلب، والتخلص من الحسد والكراهية والحقد والدعوة إلى التسامح.
مقاصد سورة يس
جاءت سورة يس لتقرر وترسخ ثلاثة مفاهيم تعد من صلب العقيدة الصحيحة وأمهات أصول الدين؛ وهي التوحيد، والرسالة، والحشر، ولتحمل في آياتها مقاصد عظيمة، منها ما يلي:
- بدأت السورة بتأكيد صدق الرسالة، وختمت بتأكيدها على الوحدانية والبعث يوم القيامة، فافتتحت السورة بالإعجاز القرآني في حروف الهجاء المقطعة، وأقسمت بالقرآن ووصفته بأنه حكيم دلالة على بلوغه أعلى درجات الإحكام والدقة.
- ذكرت ما أودعه الله تعالى في الناس وما فطرهم عليه، وأرشدهم إلى سبل الخير ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان، وبينت السورة أن الشيطان عدو للإنسان.
- نفت السورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما جاء به من الشعر.
- ضربت السورة الكريمة الأمثلة لتبين الحق من الباطل، وتذكر بأحوال الأمم السابقة التي كذبت المرسلين، وجاءت آيات السورة بنداء الحسرة على من كذب أو استهزأ بالمرسلين في غفلة منهم عن عظمة الخالق وقدرته.
