القرآن الكريم

سبب نزول سورة الفرقان مختصر

ما سبب نزول سورة الفرقان؟

سورة الفرقان من السور المكية وقد أجمعَ العلماء على ذلك،ولكن قبل البدء في سرد سبب نزول سورة الفرقان لا بدّ من التنويه إلى أن ليس لكل السور القرآنية سبب نزول معروف، وقد ورد حول سبب نزول بعض آيات سورة الفرقان في أنها كانت لتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الواحدي بسنده عن ابن عباس أن المشركين عيّروا النبي عليه الصلاة والسلام بأنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، فحزن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، فنزل جبريل عليه السلام من عند ربه معزيًا الرسول الكريم فقال له: “ربك يقرئك السلام”، ونزلت الآية العشرون من سورة الفرقان، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}.

أما الآية الكريمة: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}، إلى آخر الآيات فنزلت في أهل الشرك حسبما قال ابن عباس؛ لأنهم قتلوا وزنوا ومن ثم أتوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقالوا: “إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة”، فنزلت بعض آيات السورة لتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن لاقى التكذيب والاستهزاء من المشركين، والذين كذبوا القرآن الكريم أيضًا وقالوا عنه أساطير الأولين، وانتقدوا الرسول كونه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ووصفوه بأنه رجل مسحور، فنزلت آيات المواساة للنبي والوعيد بالجنان والقصور، مقابل عاقبة المكذبين الذين سيصلون في نار جهنم.

مقاصد سورة الفرقان

هناك العديد من المقاصد لسورة الفرقان، نذكر لك منها ما يلي:

  • سورة الفرقان سماها الله سبحانه وتعالى وبدأت بقوله تعالى “تبارك” ومعنى تبارك تعظم وتمجّد وزاد خيره وكثر.
  • سورة الفرقان سورة مكية، والسور المكية تركز على أمر العقيدة وتبين الأوامر والنواهي التي أمرنا الله بها.
  • بينت الآيات عظمة ووحدة الله تعالى، فهو خالق كل شي ومدبر كل أمر.
  • تتحدث الآيات الكريمة عن صفات النبوة، فليست النبوة الأكثر مالًا ولا الأعلى جاهًا، إنما هي شخصية بصفات معينة اصطفاه الله وفضله على العالمين.
  • وصفت الآيات يوم القيامة وندم الكافرين على ما فات من أعمال وعلى الأصحاب الذين اتخذوهم في الحياة الدنيا.
  • ذكرت السورة الكفار السابقين وما حل بهم من عذاب مثل قوم عاد وقوم ثمود وأصحاب الرث وغيرهم.
  • ومن مقاصد السورة أيضًا التثبيت بالقرآن الكريم وإثبات أنه كتاب نزل من عند الله تعالى، بالإضافة إلى التنويه على أن الرسول منزل من عند الله أيضًا.
  • تثبيت النبي محمد صلى الله عليه وسلّم وتسليته والتسرية عنه.

قد يُهِمُّكَ: سبب تسمية سورة الفرقان

بدأت سورة الفرقان بكلمة تبارك أي تعظم وتمجد الله وحده، قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}، أي أنعم الله وتفضل علينا بإنزال الفرقان وهو القرآن الكريم، وقد سمي بالفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل وبين النور والشر، وهو الحكم بين المتخاصمين من الناس، وعلينا الرجوع للقرآن في نواحي الحياة كلها، فمن اتقى الله ورجع للقرآن الكريم وعمل به عرف طريق الحق وفرق بين الحق والباطل، وبالقرآن الكريم أقام الله الحجة على عباده أجمعين.

وسُميت سورة الفرقان بهذا الاسم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وبمسمع منه، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: [سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ في حَيَاةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هو يَقْرَأُ علَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ، لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ في الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حتَّى سَلَّمَ، فَلَبَّبْتُهُ برِدَائِهِ، فَقُلتُ: مَن أقْرَأَكَ هذِه السُّورَةَ الَّتي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قالَ: أقْرَأَنِيهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: كَذَبْتَ، فإنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ أقْرَأَنِيهَا علَى غيرِ ما قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ به أقُودُهُ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: إنِّي سَمِعْتُ هذا يَقْرَأُ بسُورَةِ الفُرْقَانِ علَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرْسِلْهُ، اقْرَأْ يا هِشَامُ فَقَرَأَ عليه القِرَاءَةَ الَّتي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كَذلكَ أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قالَ: اقْرَأْ يا عُمَرُ فَقَرَأْتُ القِرَاءَةَ الَّتي أقْرَأَنِي، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كَذلكَ أُنْزِلَتْ إنَّ هذا القُرْآنَ أُنْزِلَ علَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ منه]، كما يرجع سبب تسميتها بهذا الاسم أيضًا لورود لفظ الفرقان فيها ثلاث مرات، في أولها ووسطها وآخرها.

السابق
سبب نزول سورة الجن باختصار
التالي
شرح سورة الهمزة للاطفال

اترك تعليقاً