القرآن الكريم

سبب نزول سورة الجن باختصار

ما سبب نزول سورة الجن؟

نزلت سورة الجن في السنة العاشرة من البعثة والسنة الثالثة قبل الهجرة، وترتيبها أربعون في نزول السور، وقد نزلت قبل سورة يس وبعد سورة الأعراف، وعدد آياتها ثمانية وعشرين، وكان نزول السورة بعد سفر النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ليستنصرَ قبيلة ثقيف، وقد ورد في سبب نزولها الحديث النبوي الشريف التالي: [ما قَرَأَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى الجِنِّ وما رَآهُمُ انْطَلَقَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في طائِفَةٍ مِن أصْحابِهِ عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكاظٍ وقدْ حِيلَ بيْنَ الشَّياطِينِ وبيْنَ خَبَرِ السَّماءِ. وأُرْسِلَتْ عليهمُ الشُّهُبُ. فَرَجَعَتِ الشَّياطِينُ إلى قَوْمِهِمْ فقالوا: ما لَكُمْ. قالوا: حِيلَ بيْنَنا وبيْنَ خَبَرِ السَّماءِ وأُرْسِلَتْ عليْنا الشُّهُبُ. قالوا: ما ذاكَ إلَّا مِن شيءٍ حَدَثَ. فاضْرِبُوا مَشارِقَ الأرْضِ ومَغارِبَها. فانْظُرُوا ما هذا الذي حالَ بيْنَنا وبيْنَ خَبَرِ السَّماءِ فانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشارِقَ الأرْضِ ومَغارِبَها، فَمَرَّ النَّفَرُ الَّذِينَ أخَذُوا نَحْوَ تِهامَةَ، وهو بنَخْلٍ عامِدِينَ إلى سُوقِ عُكاظٍ وهو يُصَلِّي بأَصْحابِهِ صَلاةَ الفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ اسْتَمَعُوا له. وقالوا: هذا الذي حالَ بيْنَنا وبيْنَ خَبَرِ السَّماءِ فَرَجَعُوا إلى قَوْمِهِمْ. فقالوا: يا قَوْمَنا إنَّا سَمِعْنا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إلى الرُّشْدِ فَآمَنَّا به ولَنْ نُشْرِكَ برَبِّنا أحَدًا. فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ علَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: {قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أنَّه اسْتَمع نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ}.

وفي توضيح سبب النزول نوردُ ما جاء عن أهل التفسير أنّ الرجل العربي في الجاهلية كان إذا جاء عليه المساء وهو في وادٍ قفر وشعر بالخوف على نفسه نادى بصوتٍ عالٍ قائلًا: “يا عزيز هذا الوادي أعوذ بك من السفهاء الذين في طاعتك”؛ قاصدًا الاستعاذة من الجن وكبيرهم، وما كان من الجن إلا الاستكبار وإنكار البعث بعد الموت أو أن نبيًا سيأتي من الله إلى العباد، ولكن بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجد الجن أنهم لا يستطيعون الصعود إلى السماء واستراق السمع بسبب كثرة الملائكة فيها، كما أنّهم أصبحوا يُرمون بالشهب،فانطلقوا يجوبون الأرض بحثًا عن السبب فمروا بالرسول وهو يصلي صلاة الفجر ويتلو القرآن وبعدما عرفوا الخبر عادوا إلى قومهم وأعلنوا إيمانهم بربهم بعدما سمعوا عجيب آيات الله تعالى.

مقاصد سورة الجن

لسورة الجن مقاصد عديدة ومنها ما يلي:

  • أن الجن أصبحوا دعاةً إلى الله تعالى بعدما سمعوا عجيب آياته؛ قال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}.
  • من مقاصدها أيضًا أن سورة سورة الجن تدل على الانتماء؛ قال تعالى: {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}.
  • نهي البشر عن الاستعانة بالجن واتخاذ الحذر منهم، إذ إن اللجوء لهم دون الله فيه تعاستهم وهلاكهم؛ قال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}.
  • التركيز على الدعوة في ختام السورة؛ قال تعالى: {لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا}.

قد يُهِمُّكَ: سبب تسمية سورة الجن

سُميت سورة الجن بهذا الاسم بسبب ذكر الجن فيها وذِكر ما حصل منهم مُفصلًا بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنه يُطلق عليها اسم؛ “قل أوحي إلي” وذلك بسبب افتتاحها بهذه الآيات، كما استخدم البخاري هذا الاسم في كتاب التفسير من صحيحه في أحد أبوابه،كما أنها سُميت في كتب التفسير وفي المصاحف ومنها الكوفي المكتوب بالقيروان باسم سورة الجن وكان ذلك في القرن الخامس، وكذلك في كتاب التفسير للترمذي “سورة قل أوحي”، كما عُرفت في الكتاتيب القرآنية باسم “قل أوحي” على ألسنة المعلمين والمُكتبين، ولكنها لم يرد ذكرُها في الإتقان من ضمن السور التي لها أكثر من اسم وهي من السور المكية بالاتفاق.

السابق
سبب نزول سورة الممتحنة باختصار
التالي
سبب نزول سورة الفرقان مختصر

اترك تعليقاً