القرآن الكريم

سبب نزول سورة طه

سورة طه

سورة طه من السّور المكيّة التي بدأت بأحرف متقطّعة، ومن أسمائها سورة الكليم؛ لأنّ فيها ذكر لقصّة سيّدنا موسى عليه السّلام كليم الله كما ذكر السّخاوي في جمال القرّاء،ونزلت السورة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد سورة مريم، وقد روى ابن عبّاس وجابر بن زيد رضي الله عنهما أنّ سورة طه نزلت بعد سورة مريم لربط آخر سورة مريم بأوائل سورة طه، وكأنّهما تكمّلان بعضهما بعضًا، ففي سورة مريم ذكر لقصّة موسى عليه السّلام بشيء من الإيجاز، ونزلت بعدها سورة طه لتذكر قصّة موسى عليه السّلام بالشّرح الوافي، بدايةً من ميلاده، ومرورًا بهروبه من بطش فرعون، ثمّ رجوعه ومواجهة السّحرة، وانتهاءً بانتصاره عليهم، وخروجه ببني إسرائيل وهلاك فرعون وجنوده غرقًا في اليم.

ما سبب نزول سورة طه؟

سبب نزول سورة طه للتّخفيف عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، لطول صلاته في قيام اللّيل، إذ يخفّف عن نفسه صلّى الله عليه وسلّم برفع قدم وإنزال الأخرى، فنزلت السّورة وابتدأت بـ “طه” التي اختلف أهل العلم في معناها، إذ ذهب الطّبراني إلى أنّ طه تعني يا رجل، لأنّ طه كانت معروفة في عك بأنّها تعني يا رجل، وذهب البعض الآخر إلى أنّ طه من الحروف المتقطّعة التي ابتدأت بها فواتح بعض سور القرآن الكريم، والبعض ذهب إلى أنّ طه مشتقّة من فعل الأمر طأ، من المصدر الوطء، أي طأ الأرض بقدميك، إذ فسّر البعض أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقوم اللّيل في صلاته على رجل واحدة، فجاءت طه ليطأ الأرض بكلتا قدميه، ولم يصح.

الموضوعات التي تناولتها سورة طه

فيما يلي أهم الموضوعات التي تناولتها سورة طه:

  • الإشارة إلى عظمة القرآن الكريم، وأنّه منزل من الله تبارك وتعالى، وأنّه نزل بلغة عربيّة فيها من الإعجاز ما يدل على أنّه ليس من كلام البشر.
  • الشّرح المسهب والمفصّل لقصّة موسى عليه السّلام، كما بيّنا في الفقرة أعلاه من بداية ولادته، وحتّى ذهابه لفرعون وقومه برسالة التّوحيد، وكيف واجه السّحرة، وأثبت تأييده من الله، وهروبه ببني إسرائيل وهلاك فرعون وجنده، وما فعله بنو إسرائيل في غياب موسى عليه السلام عندما ذهب لطور سيناء ليكّلم الله سبحانه وتعالى، وكيف استغل السّامريّ هذه الفرصة لإضلالهم عن الحق.
  • التطرّق لبعض من مشاهد يوم القيامة، وما ينتظر المعرضين عن القرآن الكريم من الوعيد.
  • التطرّق لقصّة خلق آدم عليه السّلام.
  • حث النّبي صلّى الله عليه وسلّم والمسلمين من بعده على التحلّي بعدّة أمور مثل الصّبر، وذكر الله تعالى، ونبذ الحياة الدّنيا وعدم الاغترار بها، والتّركيز على أهميّة الصّلاة.
  • الرّد على المشكّكين بوحدانيّة الله سبحانه وتعالى بالحجج والبيّنات العقليّة المنطقيّة، واتباعها بتهديدهم بسوء العاقبة إذا بقوا على كفرهم وجحودهم.

فضل سورة طه

هناك الكثير من الأحاديث الضّعيفة التي لا يُعتد بها في فضل سورة طه، مثل قراءتها بعدد معيّن، ووقت معيّن للحصول على غاية معيّنة، فلا أصل لمثل هذه الأمور، إذ صحّ في فضائل سورة طه ما رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: [بَنِي إسْرَائِيلَ، والكَهْفُ، ومَرْيَمُ، وطه، والأنْبِيَاءُ: هُنَّ مِنَ العِتَاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِن تِلَادِي]، والعتاق جمع عتيق وهو الشّيء الثّمين، بالغ الجودة، ويراد بهذا فضل هذه السّور، ومنها سورة طه، لما جاء فيها من ذكر لقصص الأنبياء صلوات الله عليهم، وأخبار الأمم البائدة، أمّا التّلاد فيعني المال القديم، وفي هذا إشارة إلى أنّ سورة طه من أوائل السّور المكيّة، مع بقيّة السّور المذكورة، التي نزلت على رسول الله في بداية الإسلام، وأنّ هذه السّورة ومن ضمنها طه من أوائل السّور التي قرأها نبي الله وحفظها، أمّا ما يُذكر غير ذلك في فضل سورة طه فلا يُؤخذ به، والأولى تركه.

قد يُهِمُّكَ

من أهم الدّروس المستقاة والمستوحاة من سورة طه ما يلي:

  • أنّ القرآن لم ينزله الله سبحانه وتعالى للشّقاء، بل للحصول على السّلام الدّاخلي، والرّاحة النّفسيّة.
  • تأييد الله سبحانه وتعالى لمن يسيرون على طريق الحق، وضرورة الامتثال لأوامره والتوكّل عليه، ودليله تأييده تبارك وتعالى لأنبيائه وحمايتهم، ففي سورة طه شق الله سبحانه وتعالى البحر لموسى ومن آمن معه، وأنجاهم من فرعون وجنده.
  • عدم اليأس من رحمة الله، والإسراع إلى الاستغفار، والتّوبة من الذّنوب، فخير الخطّائين التّوابين.
  • ضرورة التمسّك بالحق، والثّبات على الصّراط المستقيم، وعدم الحياد عنه، مهما صادفت سالكه من مصاعب، وعقبات.
السابق
طرق ختم القرآن الكريم في رمضان
التالي
فوائد قراءة سورة مريم

اترك تعليقاً