القرآن الكريم

خواص السور والايات

مفهوم علم خواص القرآن الكريم

لا شكّ أنّ القرآن الكريم بجميع سوره وآياته له فضل عظيم وفوائد جليلة، فهو كلام الله جلّ وعلا المعجز والصّالح في كلّ زمان ومكان، إلا أنّ بعض السور والآيات مخصوصة في الشفاء وإزاحة الهم وما شابه، وهو ما يعرف بعلم الخواص أي تأثير قراءة بعض سور وآيات القرآن الكريم في دفع الضّر وجلب المنفعة، وهو علم اصطلاحي جديد لم يكن معروفًا بالتّسمية ذاتها عند السلف الصالح، وإن كان قد جرى في زمانهم بعض ما يدخل في المعنى نفسه، فتبيّن الانتفاع ببعض السور لما فيها من بلاغة وتأثير خطابي مميز، والخواص المحمود يُشترط ألا يخالطها شرك بالله جلّ وعلا، وأن تكون ممّا ذكرها النّبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، أو أن تكون ممّا فعله السلف والصالحون اجتهادًا مبنيًا على أصل الإذن الشرعي.

دلائل معرفة خواصّ السور والآيات القرآنية

  • قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87-88] وقد نجى الله جل وعلا نبيه يونس من الكرب، فتبيّن من ذلك أثر تسبيح الله جلّ وعلا وتوحيده في النّجاة، ولما قال جلّ وعلا في نهاية الآية {وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} تبيّن أنّها ليست خاصةً بالنبي يونس، وإنما هي عامة لكل المؤمنين المستغيثين بالله جلّ وعلا.
  • قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران: 173-174] ومن الآية تبيّن أثر الحسبنة في دفع البلاء والنجاة منه.
  • قراءة سورة الفاتحة على اللديغ، وقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه واقعة تسمم رئيس القبيلة نتيجة لدغة أفعى، فقرأ عليه أحد الصحابي سورة الفاتحة، ولما سألوا النّبي عن فعلهم قال: (وما يُدْرِيكَ أنَّها رقيةٌ، ثم قال :قد أصبتم، اقْسموا، واضربوا لي معكم سهمًا) [رواه البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • قراءة سورة البقرة في المنزل تمنع دخول الشيطان إليه، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن الرّسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعَلوا بُيوتَكم مقابرَ، وإن البيتَ الذي تُقرَأُ فيه سورةُ البقرةِ لا يدخُلُه شيطانٌ) [رواه ابن العربي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

حكم العمل بخواص القرآن الكريم

أجمع جمهور العلماء والفقهاء أنّ العمل بخواص القرآن الكريم فرع من فروع علوم القرآن، ولا علاقة له بالسّحر ما لم يكن فيه شرك، وقد استند العلماء في حكمهم على قولة جلّ وعلا في كتابه العزيز: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82] فالقرآن ليس مجرد كتاب سماوي، بل هو دستور حياة كامل، وفيه شفاء للأمراض الرّوحانية والبدنية إذا أحسن العليل التداويه به، إيمانًا بالله واعتقادًا جازمًا واستيفاءً لأوامره واجتنابًا لنواهيه.

السابق
تفسير اية يوم يفر المرء من اخيه
التالي
لماذا سميت سورة الرحمن بهذا الاسم

اترك تعليقاً