القرآن الكريم
القرآن الكريم أحد المعجزات التي أتى بها الدين الإسلام على يدي رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو دلالة واضحة على نبوته بعد أن أُنزل من خلال جبريل، وذلك بأمر من الله سبحانه وتعالى، وهو آخر الكتب السماوية التامة غير المنقوص من أجل أن يُكمل ويتم الدين، والدليل قوله عز وجل: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”سورة الحجر، آية: 9، وقد نزل القرآن الكريم على الرسول عليه الصلاة والسلام حينما كان يتعبد في غار حراء، واستمر الوحي على الرسول إلى أن اكتمل القرآن والدين، كما ورد في الآية القرآنية: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” سورة المائدة، آية: 3. وقد أتت هذه الآية بعد أن أصبح القرآن الكريم يحتوي على كل الأمور كبيرها وصغيرها من أمور الدين الإسلامي الحنيف، وقد قدّر الله أن يُحفظ القرآن في الصدور قبل كتابته بالسطور، وهو مكون من ثلاثين جزءًا، كل جزء منها مقسم إلى حزبين، وعدد سوره 114 سورة، وعدد الآيات 6236 آية قرآنية.
فوائد كل سورة من سور القرآن الكريم
لكل سورة من سور القرآن فوائد، وذلك بسبب الفضل العظيم لكل واحدة منها، ومن أهم فوائد سور القرآن الكريم ما يلي:
- فوائد سورة الفاتحة: تعد سورة الفاتحة أحد أعظم السور في القرآن الكريم، إذ ذُكرت فائدتها وفضلها في عدد كبير من الأحاديث، ومن الأحاديث ما ورد على لسان أبو سعيد بن المعلي -رضي الله عنه- في قوله: “كُنْتُ أُصَلِّي فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ حَتَّى صلّيت، قال: فأتيته، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي؟ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قَالَ: ألم يقل الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُوا للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ”؟ ثُمَّ قَالَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ لأعلمنَّك أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ، قَالَ: نَعَمْ “الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ” [رواه البخاري، في صحيحه]، وفائدة سورة الفاتحة تكمن في قدرتها على شفاء كل مرض وداء، وأنها تستخدم في الرقية والشرعية والاستشفاء من الأسقام.
- فوائد سورة البقرة: تساعد سورة البقرة على تنفير الشياطين من المنازل، وهي بركة لجميع المنازل التي تسمع أو تقرأ بداخلها، والدليل على ذلك ما ورد في السنة النبوية: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة” [رواه عارضة الأحوذي عن أبي هريرة، صحيح].
- فوائد سورة الإسراء: سورة الإسراء من السور المسبحات، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا ينام الليل قبل قراءة المسبحات.
- سورة الفتح: أنزل في هذه السورة البشرى للمسلمين في فتح مكة المكرمة، وكانت محبوبة من رسول الله، والدليل على ذلك الحديث الشريف: أنه – صلى الله عليه وسلم – ” كان يسير فِى بعض أسفاره وعمر بن الخطاب يسير معه ليلاَ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثلاثًا، فَقَالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، نَزَرْتَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – ثَلاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ ذَلِكَ لا يُجِيبُكَ، قَالَ عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي حَتَّى كُنْتُ أَمَامَ النَّاسِ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيّ قُرْآنٌ، فَمَا فَجِئْتُ النَّبِيّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: “لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَىَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِي أَحَبُّ إِلَيّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ”، ثُمَّ قَرَأَ: “إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا”.[رواه البخاري، في صحيحه].
- فوائد سورة آل عمران: تحتوي هذه السورة على عدد من الفضائل التي تكون حجة لأصحابها عند قيام الساعة، والدليل على ذلك ما ورد عن أبي أُمام الباهلي، بأنه سمع الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول: “(اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما”. [رواه مسلم، في صحيحه].
