القرآن الكريم

خواص سوره قریش

سورة قريش

تعد سورة قريش امتدادًا لسورة الفيل من قبلها في الموضوع والجو العام على الرغم من أنها سورة مستقلة بذاتها مبدوءة بالبسملة، ويُذكر أنه بين نزول سورة الفيل وسورة قريش نزلت تسع سور أخرى، والسورتان متتاليتان ومتتابعتان في ترتيب القرآن الكريم بالموضوع العام، وترتيب سورة قريش في سور القرآن الكريم 106، وهي سورة مكيّة عدد آياتها أربع آيات، وعدد كلماتها 17 كلمة، وحروفها 73 حرفًا.

منَّ الله سبحانه وتعالى على العرب قديمًا برحلتي الصيف والشتاء، وهي المنة التي ذكرها الله تعالى في سورة قريش وامتنّ بها من فضله على أهل الجزيرة من العرب، وجاء التذكير من الله بهذه المنة لأنهم كانوا يعبدون غير الله، وهو رب البيت الذي يعيشون بجواره آمنين مطمئنين، كما أنهم يسيرون باسم هذا البيت يرعاهم ذهابًا وإيابًا سالمين، وهو تذكير يثير الخجل في قلوب الناس وأنفسهم، ولكن هذا التذكير لم ينفع ولم يكن له تأثير في ظل الجاهلية المنحرفة عن العقل والمنطق.

خواص سورة قريش

تُعد سورة قريش من قصار السور، وقد تعددت خواصها، فهي سورة مكيّة نزلت في قبيلة قريش، ولم يرد ذكر اسم قبيلة قريش في القرآن الكريم إلا بهذه السورة، قال تعالى في مطلع السورة: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}، وتأتي الإلف في هذه الآية الكريمة بمعنى الضم والجمع والوحدة، والقصد هنا التوضيح كيف كانت قبيلة قريش تجمع البضائع وتتجه بها في الشتاء لليمن، وفي الصيف نحو الشام، فكانت قريش تعيش بنعمة كبيرة من الله تعالى برحلاتها التجارية هذه، وقد تعددت خواص ومقاصد سورة قريش، وفيما يأتي أبرز تلك الخواص:

  • بينت السورة أن نعم الله تعالى على عباده كثيرة، ويعد الإيمان به أعظم تلك النعم، بالإضافة إلى نعمة الأمن التي امتن الله بها على كل مسلم، وذكرها في سورة قريش لتذكيرهم بأنه من أطعمهم وكساهم وأمنهم.
  • وضحت الآيات بأن دوام تلك النعم التي أنعمها الله على عباده وبقاءها لا يكون إلا بشكره سبحانه، وبإخلاص العبادة له، بالإضافة إلى وجوب اتباع أوامره واجتناب نواهيه.
  • بينت الآيات بأن شكر النعم يكون بالقول والفعل والقلب، كما أن فقدانها يكون بالدوام على المعاصي والذنوب.

تفسير سورة قريش

سورة قريش هي إحدى السور المكيّة، وهي أربع آيات، وفيما يلي تفسير هذه السورة:

  • لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ: أي اما آن لقريش أن تحمد الله على نعمه وقد جعل النبوة فيهم، ورزقهم الحجابة والسقاية، وقد نصرهم على أعدائهم في حادثة الفيل، وأنهم عبدوا الله تعالى 10 سنين لم يعبده فيها غيرهم، وأن الله تعالى أنزل فيهم سورة من القرآن.
  • إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ: وقد قيل في تفسير هذه الآية أن قريشًا كانت تألف في رحلة الشتاء لليمن والصيف للشام الكثير من الأمور الجيدة، من تجارةٍ جيدة وذهابٍ وعودةٍ آمنة، كما أنهم قريبون من بيت الله الحرام، وكنَّ الناس لهم الاحترام والتقدير لهذه المكانة، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّف النَّاس مِنْ حَوْلهمْ}، ولهذا قال تعالى في السورة الكريمة: {لِإِيلَافِ قُرَيْش إِيلَافهمْ} قال الإمام ابن جرير الطبري: الصواب أن اللام لام تعجّب، أي كأنه يقول أعجب لإيلاف قريشٍ ونعمتي عليهم.
  • فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ: أرشد الله سبحانه وتعالى قبيلة قريش لطريق الشكر على هذه النعمة الكبيرة، ويظهر من خلال الآية السابقة أن يوحدوا الله بالعبادة كما آمنهم في حرمهم هذا، قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أُمِرْت أَنْ أَعْبُد رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَة الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلّ شَيْء وَأُمِرْت أَنْ أَكُون مِنْ الْمُسْلِمِينَ}.
  • الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ: والمقصود هنا أن الله تعالى هو رب البيت المُطعِم والآمن من الخوف لهؤلاء القوم، وأنه وحده من تفضّل عليهم بهذه النعم.

معلومات عن سورة قريش

تعد سورة قريش إحدى السور المكيّة المفصّلة، أي من السور التي يُفصل بينها بالبسملة كثيرًا، عدد آياتها قليل وهنَّ أربع آيات، وهي ضمن الجزء 30 من القرآن الكريم؛ أي الجزء الأخير، وفيما يلي بعض المعلومات الواردة عن هذه السورة من أسباب نزولها وأسباب تسميتها بهذا الاسم، بالإضافة إلى الهدف من هذه السورة وفضائلها:

  • أسباب النزول: نزلت السورة الكريمة لتوضيح وتعداد نعم الله تعالى على قبيلة قريش، فقد خصهم الله سبحانه وتعالى بعدد من الخصال الخاصة التي لم يتمتع بها أي قومٍ أو قبيلة أخرى في وقتهم، ومن هذه الخصال: شرف كسوة الكعبة، ومهمة سقاية الحجيج، كما قد خصهم بالخلافة، ونصرهم بتأييدٍ من عنده على أبرهة الأشرم ومن معه في عام الفيل عندما جاؤوا ليهدموا الكعبة، كما أن الله تعالى بعث منهم خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • أسباب التسمية: يرى الباحث في كتب التفسير أن لسورة قريش اسمًا آخر وهو لإيلاف قريش، وقد كان يُطلق عليها كذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، ثم عُرِفَت باسم سورة قريش في كتب التفسير اللاحقة، وذلك لأنها السورة الوحيدة المحتوية على ذكر قريش في القرآن الكريم، ومهما اختلف الاسمان فإنهما يدلان على نفس المعنى.
  • هدف السورة: تتضمن كل سورة من القرآن الكريم هدفًا أو غرضًا معينًا من نزولها، ولم ينزل شيء من الكتاب عبثًا، وجاء الهدف من نزول سورة قريش هو توحيد الله سبحانه تعالى؛ فهو الحامي المؤمّن من الخوف لهم في السفر والتجارة في الصيف والشتاء، وهو الذي أمنهم من الجوع، ولابد من شكر الله والثناء عليه على هذه النعم، ويكون هذا الشكر بالإيمان به وعبادته واتباع أوامره واجتناب نواهيه كما أمر سبحانه وتعالى.
  • فضل السورة: تشتمل سورة قريش على مجموعة من الفضائل، فقد ذكرت أن الله تعالى أنعم على الإنسان بمجموعة من النعم، أهمها الغذاء والأمن والأمان، وهي دليل واضح على أهمية البيت الحرام عند الله سبحانه وتعالى والمسلمين، ولازالت النعم على البيت الحرام وما حوله إلى يومنا هذا قائمة.
السابق
ما أسباب حرقة البول
التالي
زيادة معدل عملية الأيض

اترك تعليقاً