القرآن الكريم

سبب تسمية سورة الحديد

الإعجاز العلمي في سوة الحديد

في الآية الخامسة والعشرين من سورة الحديد، واستخدم لفظ أنزل في إشارة إلى إنزال الحديد، ولم يكن الصّحابة رضوان الله عليهم يعلمون معنى هذا الإنزال، أو من أين ينزل، وهذا جانب من جوانب إعجاز القرآن الكريم، وإخباره بأسرار الكون اللّاحقة التي اكتشفها العلماء في وقتٍ ليس ببعيد، وهو أنّ عنصر الحديد من العناصر التي لا توجد على كوكب الأرض بصورته المعتادة؛ أي لا يستخرج من باطنها، بل هو عنصر وافد من خارج الكرة الأرضيّة إليها، وذلك بمعرفة تكوين ذرّة الحديد، ومع التقدّم العلمي اكتشف العلماء أنّ الحديد يأتي للأرض من مخلّفات الشّهب والنيازك التي تدخل الغلاف الجوّي، إذ تتحوّل بعض منها إلى رماد، بينما الجزء الباقي منها يسقط على الأرض بأشكال وأحجام مختلفة، وهذا دليل على أنّ القرآن الكريم ليس من كلام البشر، وإنّما هو كلام إله بيده مقاليد الكون، ويعلم أسراره منذ بداية خلقه وحتى نهايته، أضف إلى ذلك ما في السورة من إعجاز من نوع آخر، وهو الإعجاز الرقمي؛ فالعلماء يقولون: أن الوزن الذري لمعدن الحديد هو على التقريب (57)، والمذهل في الأمر أن ترتيب سورة الحديد في القرآن هو (57) أيضًا، أما بالنسبة لعدد الإلكترونات في ذرة الحديد الواحدة فيبلغ (26) إلكترونًا، وهذا الشيء يسمى العدد الذري الذي هو ثابت لكل عنصر من العناصرالموجودة في الطبيعة.

سبب تسمية سورة الحديد

سميت سورة الحديد بهذا الاسم بسبب ورود اسم “الحديد” في قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}، وقال الفقيه التونسي ابن عاشور بأن ذكر الحديد ورد في آية في سورة الكهف: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ}، وهي السبّاقة، ولكن لم يطلق عليها اسم سورة الحديد وإنما سورة الكهف، وذلك لأن السورة جاءت لذكر أهل الكهف، إذن؛ فقد سميت الحديد بهذا الاسم لإلهام الله عز وجل الناس للصنع من هذه المادة، في قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ }.

سبب نزول بعض آيات سورة الحديد

نزلت كل آية من سورة الحديد لطرح عدّة مسائل كانت مرتبطة بأحداث زمن معين، منها:

  • قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}، أنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية على المسلمين ليحثّهم على الخشوع عند سماع آيات القرآن الكريم، إضافة إلى تذكر المواعظ الإلهية ومختلف الأحكام الشرعية التي أنزلها الله عليهم، وأن يحاسبوا أنفسهم بكل وقت، فقال عبد الله بن مسعود: [ما كانَ بيْنَ إسْلَامِنَا وبيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بهذِه الآيَةِ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} إلَّا أَرْبَعُ سِنِينَ].

مواضيع سورة الحديد

من أهم المواضيع والمحاور التي تناولتها سورة الحديد ما يلي:

  • الحديث عن حاجة المخلوقات لله تعالى، وبيان فضل التسبيح؛ فكل المخلوقات تسبح بحمد الله، وتخضع لعظمته وجلاله سبحانه وتعالى.
  • تربية المجتمع الإسلامي وتوجيهه بأسس العقيدة الصّافية والرّاسخة.
  • التذكير بما في القرآن من الهدى، وطرق النجاة، والتأكيد على رحمة الله.
  • ذكرت السورة الكريمة بعضًا من أسماء الله تعالى الدالة على وحدته وتفرده، فهو الأول والآخر والظاهر بقدره والباطن الذي لا تدركه الأبصار، وله ملك السماوات والأرض، وهو العليم بالذي يلج في الأرض والذي يخرج منها والأمور كلها راجعة إلى الله تعالى.
  • ذكّرت السورة بجلال الله تعالى، وعظمته، وسعة قدرته، وعموم تصرفه، وسعة علمه، والأمر بالإيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
  • حرضت على الإنفاق في سبيل الله، وقالت أن المال زائل ولا يبقى منه بعد فناء صاحبه إلى ثواب ما أنفق منه لله جل وعلا.
  • حذرت المسلمين من الوقوع في قساوة القلب التي وقع فيها قبلهم بعض أهل الكتاب.
  • الإيماء إلى ذكر الجهاد في سبيل الله تعالى وفضله.
  • حث المسلمين على أن يخلصوا إيمانهم لله عز وجل، وأن يتبعوا ما جاء به الرسول تعريضًا بالمنافقين، وأن الله قد فضلهم على باقي الأمم؛ لأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.
  • مثلت السورة الكريمة الدنيا ومتاعها الزائل وما فيها من لهو وتفاخر ولهو ولعب وتكاثر في الأموال والأولاد، وقد مثلتها بالزرع الذي سقي بالمطر الوابل.
السابق
تفسير اية عبس وتولى ان جاءه الاعمى
التالي
خواص سورة الضحى

اترك تعليقاً