الصحة النفسية

صفات أطفال التوحد

صفات أطفال التوحد

 

التوحد عند الأطفال

تبدأ أعراض التوحد بالظهور في سنوات الطفولة الأولى لتستمر بعد ذلك حتى سنوات الرشد، ويُعرف التوحد علميًا باسم اضطراب طيف التوحد، وهو يشير في الأساس إلى الإصابة بمشكلة عصبية تؤثر على قدرات الطفل على التعلم وطرق تصرفه، أو تعامله، أو تواصله مع الآخرين، وقد اطلق الخبراء اسم طيف التوحد، وليس التوحد على هذا المرض بسبب تنوع الأعراض التي يُعانيها المصابون بالمرض، ومع الأسف فإن أسباب الإصابة بالمرض ما تزال مجهولة إلى حدٍ ما على الرغم من أن الخبراء توصلوا إلى وجود عوامل جينية وبيئة عديدة متورطة في عملية نشوء المرض، وعادةً ما تحوم أساليب علاج مرض التوحد حول زيادة قدرة الطفل على النمو وتعلم أشياءٍ جديدة، وقد يصف الأطباء بعض الأدوية أحيانًا لتخفيف حدة العلامات المصاحبة للمرض.

صفات أطفال التوحد

لا يُعد تشخيص الإصابة بالتوحد أمرًا سهلًا حتى على يد أكثر المختصين خبرة في هذا الموضوع، لكن يبقى من الثابت وجود علاماتٍ شائعة لدى الأطفال المصابين بالتوحد بالإمكان رؤيتها بوضوح أحيانًا، منها:

  • مشاكل تتعلق بالتواصل مع الآخرين: يُعاني أغلب الأطفال المصابين بالتوحد من مشاكل تتعلق باللغة والكلام، مثل:
    • استخدام القليل من الكلمات عند وصولهم لعمر سنتين أو عدم استخدامهم نهائيًا لأي من الكلمات، أو الإيماءات، أو لأي من أساليب التواصل الأخرى.
    • إعادة تكرار نطق الكلمات التي سمعوها في التلفاز أو الأفلام.
    • عدم الاستجابة عند ندائهم بأسمائهم.
    • تجنب النظر المباشر إلي عيني الأفراد الآخرين عند التواصل المباشر معهم.
    • عدم التفاعل مع الآخرين أو محاولة فتح الحوارات معهم.
    • النطق بالكلمات بطريقة غريبة أو استعمالها بغرابة وبلكنة سطحية.
  • مشاكل تتعلق باللعب: ينظر الأطفال المصابون بالتوحد إلى العالم بصورة مجردة وحرفية خالية من الخيال أو التغيير، وهذا ينعكس على طريقة لعبهم بالألعاب على النحو الآتي:
    • تفضيل وضع الألعاب وترتيبها على نفس المستوى بدلًا عن استخدامها للعب أو التظاهر بأنها حية.
    • تفضيل استخدام نفس الطريقة بالتعامل مع كل الاجسام التي حولهم، سواء كانت أبوابًا، أو ألعابًا، أو حتى أوعية فارغة.
    • تقليد نفس المشاهد التي رأوها من قبل في التلفاز لمرات عديدة وبنفس الأسلوب.
    • تجاهل الأطفال الآخرين أثناء اللعب حتى لو كانوا قريبين للغاية منهم.
    • التعامل القاسي والعدائي مع أي محاولة لدفعهم إلى اللعب مع الآخرين أو تغيير طريقة لعبهم.
    • عدم الانخراط بأشكال اللعب التي تتطلب تواصلًا اجتماعيًا مع الآخرين.
  • السلوكيات البدنية الغريبة: تصدر عن الأطفال المصابين بالتوحد سلوكيات يصفها الخبراء بالغريبة وغير المتزنة، مثل:
    • إظهار سلوكياتٍ غير مناسبة للفئة العمرية التي هم فيها، كعدم المقدرة على تنظيف الذات بعد استخدام الحمام عند وصولهم لمرحلة عمرية معينة.
    • إظهار استجاباتٍ مفرطة أو هادئة للغاية عند تعرضهم للاستجابات الحسية، بما في ذلك الألم.
    • رفض تناول أنواعٍ معينة من الأطعمة لمجرد عدم استساغة لملمسها أو نكهتها.
    • أداء حركات جسدية غريبة عند المشي، كالمشي على رؤوس الأصابع مثلًا.
    • إظهار حساسية مفرطة عند تغيير نمط من أنماط الروتين لديهم.
    • صفع أو ضرب الذات عند محاولتهم تهدئة أنفسهم.

مضاعفات التوحد

يؤدي وجود الكم الكبير من المشاكل في التواصل والسلوك لدى الأطفال المصابين بالتوحد إلى تعرضهم إلى مشاكل إضافية تتعلق بالكثير من الأمور، من بينها:

  • الحياة المدرسية والتحصيل العلمي.
  • فرص العمل وكسب الخبرات العملية.
  • العيش باستقلالية عن الآخرين.
  • العزلة الاجتماعية.
  • الاستغلال والتنمر.

أسباب التوحد

لا يوجد سبب واحد معروف لاضطراب طيف التوحد، ونظرًا لأن اضطراب التوحد يعد اضطرابًا معقدًا، ولأن الأعراض تختلف بين المصابين، فإنه هناك أسباب عديدة للإصابة به، وقد تلعب كل من العوامل الوراثية والبيئية دورًا في ذلك، وفيما يلي تفصيل لهذه العوامل:

  • العومل الوراثية: يبدو أن العديد من الجينات المختلفة لها دور في الإصابة باضطراب طيف التوحد؛ إذ بالنسبة لبعض الأطفال، يمكن أن يرتبط اضطراب طيف التوحد باضطراب وراثي مثل متلازمة ريت أو متلازمة كروموسوم إكس الهش، وبالنسبة للأطفال الآخرين، قد تزيد التغيرات الجينية (الطفرات) من خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد. ومن جهة أخرى قد تؤثر بعض الجينات الأخرى على نمو الدماغ أو الطريقة التي تتواصل بها خلايا الدماغ مع بعضها، أو قد تحدد هذه الجينات شدة الأعراض عند المصاب. ومن الجدير بالذكر أن بعض هذ الطفرات الجينية تكون موروثة، بينما بعضها يحدث بشكل تلقائي.
  • العوامل البيئية: مثل الالتهابات الفيروسية أو التعرض لملوثات الهواء، أو تناول الأم لبعض أنواع الأدوية أثناء فترة الحمل أو حدوث مضاعفات الحمل، لكن الباحثين لا زالوا يستكشفون فيما إذا كانت هذه العوامل تلعب دورًا في الإصابة باضطراب طيف التوحد.

مَعْلومَة

تشير تقارير مراكز مكافحة الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة الأمريكية إلى انتشار التوحد بين الأطفال الذكور بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف ما عند الأطفال الإناث؛ كما تشير تقارير المراكز أيضًا إلى أن نسبة إصابة الأطفال الإناث بهذا الاضطراب لا تتجاوز إصابة طفلة واحدة من بين 152 طفلة، ومن المثير للاهتمام أن واحدًا من بين 10 أطفال مصابين بالتوحد يُمكنهم أن يُصابوا بنفس الوقت بمتلازمة تُدعى ب”متلازمة الموهوب”، التي تشير إلى تحلي الطفل بمهارات استثنائية في أحد المجالات المعرفية أو الإبداعية، كالعزف على الموسيقى، أو حساب أرقام معقدة بسرعة فائقة، أو قراءة صفحتين من أحد الكتب بنفس الوقت، أو القدرة على تذكر أبسط التفاصيل.

السابق
أعراض نقص فيتامين أ على الجلد
التالي
أسباب الرعشة في الجسم أثناء النوم

اترك تعليقاً