القرآن الكريم

فضل سورة ق للقرين

فضل سورة ق للقرين

تتميز الرقية الشرعية بأنها كفيلة بفك السحر ولجم القرين وتكبيله عن إلحاق الضرر والأذى بالإنسان، والرقية الشرعية عبارة عن مجموعة من آيات القرآن الكريم التي يكون فيها ذكر للقرين والسحر وتتبعها مجموعة من الأدعية التي تحصّن الإنسان، وفيها تضرّع لله تعالى بالحماية من السحر والعين وطلب الشفاء منهما، وتوجد بعض السور التي إذا قرأها الإنسان يشفى من القرين ومنها سورة ق؛ إذ يذكر فيها القرين في أكثر من موضع، فهي من السور التي لها تأثير شديد الوقع على القرين؛ فترهبه وتهدده وتهلكه بإذن الله، وتكون بقراءتها على الزيت أو الماء، وذلك بشرب الماء أو الدهن بالزيت، ويفضّل تكرار قراءة سورة ق في كل مرّة على الماء أو الزيت، ويستحم البعض بالماء المقروء عليه في مكان طاهر وبعيد، ولا ضير من الاستزادة بقراءة الفاتحة وسورة يس والمعوّذتين، ومن ثم دعاء صادق من القلب بنية الشفاء والتغلّب على القرين.

استخدام القرين في سحر الناس

يعرف القرين في اللغة بأنه الرفيق الدائم المقترن بالشخص ولا يفارقه، أمّا اصطلاحًا ومن المنظور الإسلامي فالقرين هو شيطان من الجن الكافر الذي يلازم الإنسان منذ لحظة ولادته وحتى مماته ولا يتركه أبدًا، وعندما يموت المرء لا يُعرف كيف يكون مصير هذا القرين، والقرين لا يعد من المسائل التي اختلف عليها علماء الدين، فهي مثبتة في الكتاب والسنّة، وكل قرين سيء يحرّض على فعل المنكرات والمعاصي إلاّ قرين رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أعانه الله عليه فأسلم فلم يعد له سلطانًا عليه.ويقول علماء الدين أن القرين تزداد قوته إذا كان دين الإنسان ضعيفًا، فيبدأ بالوسوسة له وإغوائه وتزيين المعاصي بعينه، أما إذا كان إيمان الشخص قويًا بما يكفي وصلته بالله عزّ وجل وُثقى تقل سيطرة القرين عليه ويكفيه الله كيده، فالقرين شيطان من كفرة الجن يتسلّط على ضعاف الإيمان، والدليل قوله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}.

يستخدم البعض القرين في تسليطه بطريقة السحر، فالسحر مذكور ومثبت في القرآن الكريم، ولتسليط القرين بالسحر يُلجأ إلى السحرة المحترفين الذين يتعاملون بالطلاسم التي يأتمر بها الجن، وهي من الأمور المحرّمة في الدين الإسلامي بالمطلق والتي تخرجه من الملّة، وتوجد بعض العلامات التي تظهر على الإنسان نتيجة تسليط القرين بالسحر، تعرف عليها فيما يأتي:

  • يعاني الشخص من الوساوس القهرية التي تقوده إلى الشكّ في العديد من العبادات عند تأديتها مثل الصلاة والوضوء، فيكون في شك دائم من إتمامه للوضوء من عدمه، كما قد يشك في عدد الركعات التي صلاّها.
  • المعاناة من أمراض متتالية ومتعاقبة تهلك صحّته.
  • التثاقل عن آداء الصلاة وتركها في بعض الأحيان بعد أن كان محافظًا عليها.
  • كره سماع القرآن الكريم والهروب من المكان الذي تتلى فيه آياته.
  • الصداع الدائم والمستمر.
  • الشعور بالحرارة أو البرودة التي تنتقل من جزء إلى آخر في الجسم.
  • التحدّث بحديث كفري مع النفس.
  • الشعور الدائم بالحزن غير المبرر، بالإضافة إلى البكاء اللإرادي.
  • تشتت التفكير ووجود صعوبة في التركيز.

قد يُهِمُّكَ

تُعد سورة ق من السور المكية التي نزلت قبل الهجرة على النبي صلى الله عليه وسلم باستثناء الآية 38 التي نزلت في المدينة المنورة، وهي السورة رقم 50 في ترتيب سور القرآن الكريم، والسورة 34 من حيث ترتيب نزول السور على الرسول صلى الله عليه وسلم، وبلغ عدد آياتها 45 آية، وعدد كلماتها 357 كلمة، وقد نزلت بعد سورة المرسلات، افتتحها الله جل جلاله بأسلوب القسم “ق والقرآن المجيد”، وهي توجد ضمن الجزء 26 من القرآن الكريم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها في صلاة الفجر، فعن جابِرِ بنِ سَمُرةَ رَضِيَ الله عنه، قال: [إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقرأُ في الفَجرِ بـ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ،[٥]وكان صلاتُه بعدُ تخفيفًا].ومن خلال النقاط التالية سنبين لك أبرز المقاصد والمواضيع التي تضمنتها سورة ق على النحو التالي:

  • التنويه بشأن القرآن الكريم.
  • بيان تكذيب الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم لأنه من البشر.
  • تنظير المشركين في تكذيبهم بالبعث والرسالة ببعض الأمم الخالية والمعروفة، وتوعد هؤلاء أن يحل بهم ما حلّ بأولئك.
  • الاستدلال على إثبات البعث، وأنه ليس بأعظم من ابتداء خلق الأرض وما عليها وخلق السماوات وما فيها، ونشأة الثمار والنبات من ماء السماء، وأن ذلك كللإحياء بعد الموت.
  • الوعيد بالعذاب في الآخرة ابتداءً من وقت الاحتضار، وذكر الأهول التي تحدث يوم القيامة.
  • وعد المؤمنين بالنعيم المقيم في الحياة الآخرة.
  • تسلية ومواساة الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب تكذيب المشركين له وأمره بالإقبال على طاعة الله عز وجل، وإرجاع أمر المكذبين إلى يوم القيامة، وأن الله سبحانه تعالى لو أراد لأخذهم من الآن ولكن تقتضي حكمة الله تعالى بإرجائهم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكلف بأن يكرههم ويجبرهم على الإسلام وإنما أمر بالتذكير بالقرآن فقط.
  • الثناء على المؤمنين بأنهم هم الذين يتذكرون بالقرآن.
  • إحاطة علم الله سبحانه وتعالى بما خفي من الأمور وأنه يعلم ما يدور في خواطر النفوس.
السابق
فوائد سورة يس للرزق
التالي
صفات السيدة ام فاطمه رضي الله عنها

اترك تعليقاً