القرآن الكريم

قراءة سورة السجدة قبل النوم

سورة السجدة

هي إحدى السور المكية حسب قول أكثر المُفسرين، وعدد آياتها ثلاثون آية، وترتيبها السورة الثانية والثلاثين في المصحف العثماني، والثالثة والسبعين في نزول سور القرآن الكريم؛ إذ نزلت بعد سورة النحل وقبل سورة نوح، تشتهر هذه السورة باسم السّجدة، والموجود في السطر المجعول في المصاحف المتداولة، وتُسمى السجدة أيضًا بـ (الم تنزيل السجدة)، فعن عبدالله بن عباس: [أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الفَجْرِ، يَومَ الجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَهلْ أَتَى علَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ، وَأنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ].

تُسمى سورة السجدة بتلك الأسماء على أن يُعدّ هذا الاسم مركبًا كاسم عبد الله، إذ تُسمى أيضًا بـ (الم تنزيل)، أمّا الاسم الأخير لسورة السجدة فهو (سورة المضاجع)، نظرًا لذكر كلمة المضاجع فيها، قال تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، .

قراءة سورة السجدة قبل النوم وفضلها

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: [كَانَ لا يَنامُ حتى يقرأَ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ، و تَبارَكَ الذي بيدِهِ الملكُ]، كان النبي عليه السلام يقرأ أذكارًا معينة قبل النوم، ويتلو سورًا من القرآن الكريم كالسجدة والمُلك، كما يُبين الحديث الشريف أنّ قراءة هاتين السورتين، وهما؛ السجدة والملك وخاصة السجدة، من الأمور التي حث عليها النبي عليه السلام لِما لها من فضل، لذا يُستحب قراءتها كل ليلة قبل النوم.

في سورة السجدة تذكيرٌ للإنسان بالبعث، والموت، والقيامة، وحساب الله تعالى، وبقراءتها قد يُراجع المسلم أعماله، ويتذكر ما الذي قام به خلال يومه من أعمال شر وخير، ويعاهد نفسه على تصحيح كل ما بدر منه من أكل حقوق الآخرين، وأعمال لا يرضاها الله تعالى، وبالتأكيد على المسلم أنّ يعي أحكام السورة وأن يتّبعها كاملة، حتى يحصل على ثواب القراءة، كما عليه أن يتّعظ من القصص الواردة فيها، ويتجنب المنكرات، وما نهى عنه الله سبحانه وتعالى، عدا عن أنّ قراءة سورة السجدة يوميًا قبل النوم، اتباعٌ لسُنة من سنن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

قراءة سورة الملك قبل النوم وفضلها

قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)}، صدق الله العظيم، كما ذكرنا في الفقرة التي قبلها، فإنّ رسول الله صل الله عليه وسلّم كان يقرأ سورتي السجدة والملك كل ليلة قبل النوم، وعرفنا فضل قراءة سورة السجدة قبل النوم، أمّا سورة الملك، فتُعد من السور التي تشفع للمسلم يوم القيامة، وتُنجيه من العذاب، وتدخله جنة النعيم وتبعده عن نار جهنم، كما أنّها تُنجي قارءها من عذاب القبر، وتحميه من مس الشيطان.

على الإنسان أن يُحاول الالتزام بقراءة هذه السورة كل ليلة قبل النوم حتى يحفظ نفسه من كل شر، وأن يُحافظ على العمل بالأحكام التي جاءت بها، افتتح الله سورة الملك بكلمة (تبارك)، وهذا دليل على أنّ الله تنزه عن جميع الصغائر، كما يُوضّح فيها الله تعالى للمسلمين، كيف خلق السماوات كلّها وكيف احتوت على سبع طبقات، بالإضافة الى أنّها تُحفز المسلم ليرى قدرة الله سبحانه وتعالى، وأنّه وحده الواحد الأحد في هذا الكون، وأنه سبحانه وتعالى خلق مراحل الحياة كلّها من الموت وحتى الولادة، حتى يرى من هم الذين أحسنوا صنعًا، ليفوزوا برضاه سبحانه وتعالى يوم الحساب أمامه، وفي النهاية، حذّر الله سبحانه وتعالى العباد في هذه الآية من عذاب جهنم.

مَعْلُومَة

رغّب الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بقراءة القرآن الكريم، وبيّن أجر من قرأه وعمل به، وأنّه بكل حرف يقرؤه المسلم له به حسنة، كما رغّب بقراءة سور وآيات معينة، لِما لها من فضل وأجر، كآخر آيتين من سورة البقرة وآية الكرسي، وسورة الكافرون والإخلاص وغيرها من السور، مثل؛ سورة الملك والسجدة التي ذكرناها في الأعلى. ومن السور الأخرى التي ورد فيها فضل معّين؛ سورة الواقعة وسورة النبأ فعن عبد الله بن عبّاس قال: [قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ].

فقد كان نبي الله صل الله عليه وسلم من أتقى الناس وأكثرهم خشية لله تعالى، وكان يتدبر القرآن كما ينبغي له ذلك، لذا فقد شاب من قراءة بعض السور المذكورة في الحديث الشريف؛ إذ ظهر في لحية النبي وشعره بعض الشعر الأبيض، فقال النبي “شيّبتني”، وذلك لأنّ سورة هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كوّرت، تحتوي على تفاصيل ذكر هلاك الأمم السابقة، وما الذي يحدث لهم من عذاب شديد، بالإضافة الى احتوائها على أهوال يوم القيامة، وعجائبها، ومصائبها، وما هي أحوال المعذَبين والهالكين، وتحتوي أيضًا على بعض الآيات التي تدعو للاستقامة، لذا، فإن الشيب الذي ظهر على رسول الله صل الله عليه وسلم، وكان بسبب خوفه واشفاقه على أمّته.

السابق
أسباب الوخز في الأطراف
التالي
فيتامين هـ

اترك تعليقاً