القرآن الكريم

خواص سورة يوسف

قصة يوسف عليه السلام

أرسل الله سبحانه وتعالى يوسف عليه السلام لبني إسرائيل، إذ وردت القصة في معظم الأديان، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة يوسف بأسلوب قرآني عجيب، وكان يوسف الابن الحادي عشر للنبي يعقوب ابن سيدنا إسحاق ابن سيدنا إبراهيم عليهم جميعًا السلام، وكان يوسف أجمل إخوته بل يُقال إنّه قد جمعَ نصف جمال البشرية، وشاهد في منامه في إحدى الليالي القمر والشمس وأحد عشر كوكبًا يسجدون له، فحذّره والده بأن يُخبر إخوته عن هذه الرؤيا حتى لا يقع الشيطان بينهم ويُفسدَ قلوبهم عليه، وعرف والده يعقوب من رؤياه بأنَّه سيكون صاحب شأنٍ ذات يوم، ولكنَّ حبَّه ليوسف وتفضيله على إخوته كان قد زرع الحسدَ في قلوبهم، فتآمروا على قتله أو بيعه أو نفيه في الصّحراء؛ ليبعدوه عن نظر والدهم، فكانت إرداة الله أن يرموه في بئرٍ بعيدة ويزعموا بأنَّ الذئب قد أكله، ثم يبعث قافلةً كانت متجهةً إلى مصر لتمرَّ بالبئر، فالتقطه أصحابها وقرروا بيعه، واشتراه عزيز مصر الذي كان متجولًا في السوق وأخذه معه إلى القصر، إذ كبر وترعرع عنده، ولكنّ امرأة العزيز وقعت في حبه وراودته عن نفسه، وحاكت ضدّه مؤامرةً انتهت بزجّه في السجن، إلا أنه برع في تفسير الرؤى، وانتشر صيته حتى طُلب منه تفسير حلم الملك الذي أنذره بسنوات من الجفاف، وأظهرت تلك الحادثة براءته، ووضعه الملك أمينًا على خزائن الأرض التي سوف يوزَّع منها على جميع النّاس، مما أدى إلى إلتقائه بأهله وتتحقَّق رؤيته.

  خواص سورة يوسف

تنوعت الخواص لسورة يوسف ومنها أنها انفردت بقصة يوسف عليه السلام دونًا عن بقية السور القرآنية العظيمة، إذ تكرر اسم “يوسف” فيها 25 مرةً، وهي أطول قصة في القرآن الكريم جاءت في 97 آيةً، ولم يُذكر فيها أيِِ من الجنة أو النار، كما أن قراءتها تزيل الهم والحزن كسائر السور في القرآن الكريم، وفيها شفاء ورحمة للمؤمنين، والانتقال من حال إلى حال آخر، أي تحولًا للمحنة لتصبح منحة من الله سبحانه وتعالى، ومن الفرقة والشتات إلى الاجتماع، ومن الحزن إلى السرور، إذ ورد في آخرها قوله عز وجل:{لَقَد كانَ في قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبابِ ما كانَ حَديثًا يُفتَرى وَلـكِن تَصديقَ الَّذي بَينَ يَدَيهِ وَتَفصيلَ كُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنونَ}،، ولامست النفس البشرية في أحسن القصص التي وردت في القرآن الكريم، وفيها عِبر ودروس مستفادة في الحياة عامةً.

سبب نزول سورة يوسف

تعد سورة يوسف سورةً مكيةً، وترتيبها في القرآن السورة الثانية عشرة، وعدد آياتها 111 آيةً، وتروي في معظمها قصَّة حياة سيدنا يوسف مع إخوته، وقد سميَّت بهذا الاسم؛ لأنَّها كانت تختصُّ بهذه القصّة كاملةً، واحتلت معظم قصص الأنبياء جزءًا يسيرًا منها، أما سبب نزولها فقد ورد في الحديث الذي رواه سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه :[ أُنزل القرآنُ على رسولِ اللهِ ، فتلا عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسولَ اللهِ لو قصصتَ علينا، فأنزل اللهُ تبارك وتعالى: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إلى قولِه: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ، فتلا عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم زمانًا، فقالوا: يا رسولَ اللهِ! لو حدَّثْتَنا، فأنزل اللهُ: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا الآيةُ، كلُّ ذلك يُؤمَرُونَ بالقرآنِ. قال خلادٌ: وزاد [ ني ] فيه آخرُ قالوا: يا رسولَ اللهِ! ذكِّرْنا، فأنزل اللهُ: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوْا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ]، وقد دعّم هذه الرواية التي تشرح سبب نزول السورة مصعب بن سعد.

موضوعات سورة يوسف

وقد اشتملت السورة على ثلاث موضوعات، وفيما يأتي ذكرها::

  • نبهت الآيتان الأولى والثانية على نعمة الله بآيات القرآن الكريم في قوله تعالى:{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
  • عرضت السورة قصة سيدنا يوسف عليه السلام في معظم آيات السورة والمجتمع الذي كان يعيشه، وما فيه من جهالة والضّلال الذي يشبه مجتمع مكة فترة نزول السورة، فالجاهلية كانت في جميع العصور بما فيه من فواحش كالزنا وتجرأ المرأة على الرجل، والإجماع على الفاحشة، والسجن بغير ذنب وما فيه من ظالم ومظلوم، وشرب الخمر وعبادة الأصنام والأوثان بدليل أن يوسف قال لأصحابه في السورة: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}،
  • وصف السورة في آخر أياتها كفار الأمة، إذ قال الله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}،
السابق
بحث حول وقاية الجهاز الهضمي
التالي
العلاج بالضغط على الأصابع

اترك تعليقاً