القرآن الكريم

فوائد قراءة سورة النور

سورة النّور

سـورة النّور سـورة مدنيّة من المثاني، نزلت على النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ بعد الهجرة الشّـريفة إلى المدينة المنوّرة، وهي تحتل المرتبة الرّابعة والعشرين من مجمل عدد سور القرآن الكريم البالغة أربع عشرة سورة بعد المئة، وتقع السورة في الجزء الثّامـن عشـر من إجمالي عـدد أجزاء القرآن الكريم البالغة ثلاثين جزءًا، وتمتـدّ آياتها بين الحزبين الخامس والثلاثين، والسـادس والثلاثين من أحزاب القرآن البالغ عددها سـتين حزبًا؛ إذ تقع آياتها العشرون الأولى في الربع الرابع من الحزب الخامس والثلاثين، بينما تقع بقية الآيات في الجزء السادس والثلاثين، وتنتهي عند نهاية الربع الثالث منه.

فوائد قراءة سورة النّور

لا بدّ أن نشير في فوائد قراءة سورة النور إلى أن الهدف الأسمى، والغاية القصوى التي تسعى التربية الإسلامية إلى تحقيقها هي الوصول بالمتعلم إلى أعلى درجات الرقي الحضاري، وهذا أمر لا يمكن بلوغه إلا من خلال بناء الشخصية المتوازنة المرتبطة بالخالق، والكون، والإنسان والحياة، وعلى هذا قام الخطاب التربوي القرآني في عملية بنائه وتهذيبه للشخصية الإنسانية عمومًا، والإسلامية خصوصًا. ولعل القارئ المتدبر لسورة النور يلمس ذلك بوضوح؛ فالمحور الذي تقوم عليه السورة هي التربية، وتجليات ذلك واضحة في ثنايا السورة، فهي تحتوي على العديد من الأحكام، والآداب النفسية، والأسرية، والاجتماعيّة، كقواعد احترام حرمة المنازل، وتسلط الضوء على الكثير من السّلوكيّات الخاطئة وتصححها بأسلوب تربوي يقوم على الحزم والشدة التي تصل إلى درجة التخويف بإقامة الحدود بما لها من قوة رادعة زاجرة لنوازع الشر في نفوس المخاطبين، وفي نفس الوقت نراها ترقّ إلى درجة تجعل القلب متصلًا بأنوار الله سبحانه وتعالى، والهدف في الحالتين واحد، وهو تربية الضمير، ورفع مستوى أخلاق الفرد حتى يصل إلى الدرجة التي يحبها الله ويرضاها للإنسان المسلم السويّ ذي الشخصية المتوازنة التي تتداخل فيها تربيته النفسية مع تربيته الاجتماعية، بوصفهما نابعتين من معين واحد، وهو العقيدة الإسلامية. ولذلك عُدت سورة النور من أهم السّور التي تناولت قضية التربية المجتمعيّة للنشء، إذ ينصح بتعليمها للأبناء حتى يتأدّبوا بأدب القرآن الكريم، ويتخلّقوا بأخلاقه، وينهلوا من معين فوائده النفسية والروحية والاجتماعية المتنوعة.

الفوائد الاجتماعية

اهتمت سورة النور بقضية التربية الاجتماعية اهتمامًا كبيرًا، فقد تحدثت عن الكثير من السلوكات الاجتماعية السلبية، وعملت على التنفير منها لما لها من دور سلبي في التأثير على السلم المجتمعي عمومًا، فالسورة تحمّل الفرد المسؤولية الكاملة في المجتمع التي ينبغي أن يتعايش فيه الأفراد بسعادة وأمان، ولذلك شرّعت العقوبات لمن يتعدى على الأعراض، وينتهك الحرمات؛ صونًا للمجتمع المسلم من التفكك والفساد. ومن ذلك الجانب يمكن الوقوف على العديد من الفوائد نجملها بما يلي:

  • النهي عن الزنا، والابتعاد عنه، وإقامة الحد على من يرتكب هذا الإثم بصرامة، ودونما رأفة أو تهاون، فهو جريمة أخلاقية اجتماعية ينبغي أن يعاقب مرتكبها عقابًا شــديدًا مخزيًا، وهو جلد البكر مئة جلدة بلا رحمة، ولا أدنى رأفة عملًا بقوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّه} [ النور:2]
  • النّهي عن قذف المحصنات المؤمنات الغافلات، وتضمن أيضًا النّهي عن إطلاق الإشاعات التي ليس لها أي أساس من الصحّة، أو المساعدة في نشرها، وتوجيه للمسلمين إلى حسن الظّن بالناس، والابتعاد عن سوئه، وهذا يستفاد من ذكر حادثة الإفك، وتبرئة أمّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ممّا قذفها به المنافقون، ففي هذه الحادثة درس للمسلمين بعدم الخوض بأعراض النّاس ذكورًا أو إناثًا؛ لأنّ مثل هذه التصرّفات تهدم المجتمعات وتفكّكها، وتكون سّببًا في مشاكل اجتماعيّة قد تكون دامية.
  • التّشديد على إقامة حدود الله سبحانه وتعالى، خاصّةً فيما يتعلّق بالزّنا وقذف المحصنات؛ لما يترتّب عليهما من اختلاط الأنساب، وانتشار الفاحشة في المجتمع، فإقامة الحدود، وتنفيذ العقوبات واجب على الأمة الإسلامية لا ينبغي التهاون فيه، خصوصًا فيما يتعلق بالجرائم التي تهدد أمن المجتمع واستقراره، وتهدد كيان الأسر، فالجزاء من جنس العمل.
  • إباحة الملاعنة بين الزوجين، حيث تشدد الإسلام في مسألة إثبات جريمة الزنا حيت اشترط وجود أربعة شهداء على الحادثة، لكنه في نفس الوقت أباح للزوج الذي يشهد جريمة الزنا في بيته، وليس معه أربعة شهداء أن يقوم بالملاعنة رحمةً منه سبحانه وتعالى؛ ذلك أن العيش في مثل هذه الظروف يحدث شرخًا في العلاقة الزوجية يستحيل معه بقاء المودة والمحبة التي يقوم عليها عقد الزواج الإسلامي، وبالتالي تصبح حياة الأسرة جحيمًا لا يطاق؛ الأمر الذي يؤدي إلى الإخلال بالتوازن النفسي لأفراد الأسرة التي تعد اللبنة الأساسية، والنواة التي يتشكل منها المجتمع المسلم.
  • حماية أفراد المجتمع من المقدّمات التي قد تؤدّي للزّنا التي شرّعها الله سبحانه وتعالى لضمان حماية الأفراد من الوقوع في هذه الفاحشة، وهي كما يلي:
  • الاستئذان قبل الدّخول إلى المنازل، والاستئذان قبل الدّخول إلى أي غرفة من غرف المنزل من جهة الخدم أو أفراد المنزل، خاصّةً في أوقات الرّاحة، وبالذّات الوالدين؛ لأنّهما قد يكونان في خلوة شرعيّة.
  • التأكيد على غض البصر للرّجال والنّساء، وحفظ الفروج.
  • التأكيد على ستر المرأة لعورتها التي لا يجوز أن تظهرها لغير محارمها، وفيها اختلف العلماء فمنهم من قال جميع جسمها دون كفّها ووجهيها، ومنهم من قال بفرض تغطية جميع جسمها بما في ذلك الوجه والكفّان.
  • تقديم تسهيلات مادّية ومعنويّة للشّباب للإقدام على الزّواج؛ ففيه صون لنفوس الذّكور والإناث، وتحصين للفروج، وحماية لأفراد المجتمع من الوقوع في الفاحشة، وهذا عن طريق الحض على عدم المغالاة في المهور، والنهي عن الإسراف بإنفاق مبالغ طائلة على حفلات الزّفاف وغيرها من المصاريف، فينبغي أن تكون الوسطية والاعتدال في هذه المسائل هي السائدة؛ وذلك مراعاة لظروف الشّباب غير القادرين على الزواج.
  • تحريم البغاء وتجريمه، والبغاء لا يكون فقط بإتيان الفاحشة، بل يمكن أن تكون الابنة، أو الزّوجة راغبة في ارتداء الحجاب، بينما يقوم زوجها أو غيره من محارمها بمنعها من ذلك، جريًا على عادة الجاهليين الذين كانوا يكرهون فتياتهم على إتيان الفاحشة من أجل الكسب الدنيوي، وهو ما نراه في بعض الحالات حتى وقتنا الحالي.
  • نفي الحرج عن المسلمين عامة، والأعمى والمريض والأعرج خاصة، وإباحة الأكل في بيوت الأقارب والأصدقاء إذا علم عنهم عدم كراهة ذلك، مصداقًا لقوله تعالى: {لَّيْسَ عَلَى ٱلْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى ٱلْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِنۢ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَٰنِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَٰمِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَٰلِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُۥٓ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} فقد قررت الآية أنه ينبغي رفع الحرج عن أصحاب الأعذار من القيام ببعض الواجبات التي تتطلب صحة في البدن، وسلامة في الجوارح، كالجهاد وغيره من التكاليف الشرعية، فلا ينبغي الانتقاص منهم، أو النظر إليهم كعالات على المجتمع؛ لأن الذي يعذره الله لا ينبغي للعبد أن يلومه. كما أباحت للرجل أن يأكل من أحد عشر بيتًا من بيوت الأقارب والأصدقاء الذين جرت العادة والعرف عندهم أنهم يسامحون عند الأكل عندهم، لأجل القربى، أو الصداقة، أو التصرف التام.
  • الحض على إعمار بيوت الله، وعدم هجرها، بالتركيز على منزلة صلاة الجماعة في المسجد، وغيرها من العبادات، إذ فيها طهارة للقلب، وزيادة عصمة النّفس عن الوقوع في المعاصي، وتربية للنشء على ضرورة التفاعل مع المجتمع؛ إذ أن الصلاة عبادة جماعية، والقيام بها يربي النفس على أهمية التعاون والتعاضد، ويشيع المحبة بين أفراد المجتمع الذين يلتقون في المسجد، ويقفون جنبًا إلى جنب لتأدية العبادة في مكان واحد يجمعهم، ويكون شاهدًا على ألفتهم.

الفوائد النفسية

يقف المتدبر لسورة النور على بعض الفوائد النفسية التي تولي اهتمامًا كبيرًا بمشكلات المرء المتعلقة بقدرته على التكيف الاجتماعي، وتحقيق الاحتياجات النفسية، والعاطفية، والوجدانية التي تعينه على أن يكون عنصرًا فاعلًا في المجتمع بعيدًا عن الاضطرابات النفسية، والتوترات العصبية، والأمراض العقلية، ومن هذه الفوائد:

  • الاعتراف بضعف النفس الإنسانية، وقصورها، وتأثرها بنوازع الخير والشر، والتأكيد على ضرورة الالتزام بالنهج الرباني التربوي الذي يقويها، ويجعلها قادرة على مجاوزة ضعف العزيمة والإرادة، وعقلِ شهوات النفس وعرائزها وأهوائها، من خلال تربية النفس على الصفح الجميل، ورفع المسؤولية عن الإنسان المكره الذي يجبر على القيام بالمخالفات الشرعية؛ لأمر خارج عن طاقته، ونطاق إرادته، وقد بدا ذلك واضحًا فيقوله تعالى: {وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}فالمؤمنون معرضون للخطأ والزلل، فهم بشر وليسوا ملائكة معصومين؛ ولذلك جاء التوجيه الرباني لأبي بكر الصديق بالعفو عن مسطح، والعودة إلى الإنفاق عليه، حتى وإن كان قد شارك في الخوض في حادثة الإفك التي نالت من عرض انته عائشة رضى الله عنها. وبدت كذلك في رفعه سبحانه الحرج عن الفتيات اللاتي يجبرن على ممارسة البغاء بقوله سبحانه:
  • الكشف عن خاصية التمازج والتآلف بين النفوس المتشابهة؛ فالطيور على أشكالها تقع كما يقولون، وهذا ظاهر في قوله تعالى:{الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ}، كما برز في قوله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ}ففي هذه الآية دليل على أن التشاكل في الأخلاق، والتجانس في الطبائع البشرية سبيل لتحقيق التوافق والانسجام بين المتعاشرين، وعليه ينبغي على الإنسان أن يختار من يعاشره اختيارًا جيدًا لأن ذلك سبب في دوام الألفة والمودة، أو النفرة والمشاحنة والصد؛ فالأرواح جنود مجندة.
  • إحياء الأمل في النفوس؛ بوعد الله سبحانه وتعال لعباده المؤمنين بالنصر والتمكين في الأرض، وذلك بارز في قوله تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ}، وبرز أيضأ في قوله تعالى:{إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} حيث وعد الله تعالى الإيامى بأن يغنيهم من فضله، وفي هذا غرس للأمل في النفوس التي تتطلع إلى تغيير أحالها السيئة إلى الحالة الفضلى التي تصبو إليها نفوسهم، وتطمح إليها هممهم.

سبب تسمية السورة

قبل أن نتحدث عن سبب تسمية سورة النور بهذا الاسم، لا بد من الإشارة إلى أن القرآن لم يخرج في اختياره لأسماء السور عما اعتاد عليه العربي في كيفية اختياره للأسماء وقت نزول القرآن؛ إذ اعتاد العرب أخذ الأسماء التي يطلقونها على المسميات من خلق نادر، أو صفة مستغربة يراها الرائي في المسمى، فيقرر أن هذا الاسم يكون مع المسمى المرئي أرصن وأحكم وأقوم، وعلى ذلك جرت العادة في اختيار أسماء سور القرآن، كتسمية سورة البقرة لذكر قصة بقرة بني إسرائيل فيها، وتسمية سورة النساء لكثرة ورود الأحكام المتعلقة بقضايا المرأة في السورة. وبالعودة إلى تسمية سورة النور لا بد من التنويه إلى أن هذه السورة الكريمة لم يعرف لها في كتب التفسير، وعلوم القرآن غير هذا الاسم، بخلاف كثير من السور الأخرى التي ورد لها عدد من الأسماء المختلفة، وقد سميت بهذا الاسم كما يقول أهل التفسير؛ لورود آية: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}فيها. وقيل: سميت بذلك لكثرة وردود ذكر النور فيها، فلهذه الأنوار الربانية التي اشتملت عليها السورة، وأضاءت بتوهجها ما بين السماء والأرض، ولكثرة ما ورد فيها من الأدلة الدامغة، والبراهين الساطعة، استحقت أن تحمل اسم النورالذي هو اسم من أسماء الله تعالى، وصفة للقرآن الكريم، مصداقًا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} [النساء:174]. وهذا تشريف للسورة، وإعلاء لشأنها، وبيان لعظمتها، وتنبيه إلى ما جاء بها من تشريعات، وما استقر فيها من توجيهات. وربما سميت بذلك لتنويرها حياة الأفراد والمجتمعات، بما تحويه من قوانين اجتماعية، وقيم تربوية تهدف إلى المحافظة على الأسرة، وصون الأعراض، وتعظيم الحرمات، ودعم جانب الشرف، والحث على مكارم الأخلاق، وقد يكون السبب في تسميتها بالنور هو اشتمالها على آيات حادثة الإفك، فقد عملت السورة على إزاحة ستار الظلام الذي ألقى بظلاله على المجتمع الإسلامي، إبّان حادثة الإفك التي قذف بها المنافقون نبي الإسلام في عِرضه، حينما اتهم المنافقون زوجته الطاهرة المطهرة، الحصان الرزان عائشة بنت أبي بكر بالزنا.

عدد آيات السورة

اختلف العلماء قديمًا في عدد آيات سورة النور، فقد عدها أهل مكة والمدينة اثنتين وستين آية، في حين عدها أهل حمص ثلاثًا وستين آية، وعدها الباقون من أهل الشام والكوفة والبصرة أربعًا وستين آية؛ ويرجع هذا الاختلاف بين علماء الأمصار إلى أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان يقف أثناء القراءة على رؤوس الآيات ليعلّم أصحابه أنها رؤوس آيات، حتى إذا ما علم الصحابة ذلك، قام النبي بوصل الآية بما بعدها كي يتم المعنى؛ ذلك أن الأصل في القرآن ـ كما هو معلوم الوصل لا الوقف، ونتيجة لذلك ظن البعض ممن سمعوا التلاوة الموصولة من النبي ـ عليه الصلاة و السلام ـ أن ما قرأه النبي موصولًا إنما هو آية واحدة، وليس بفاصلة قرآنية، بينما اعتبرها آخرون آية مستقلة بذاتها، فلم يصلها فيما بعد، وليس هذا طعن في القرآن كما قد يتوهم البعض؛ لأنه لا يترتب على هذا الاختلاف نقص أو زيادة في القرآن، بل الكل متفقون على الألفاظ، وعدد الحروف.

السابق
صفات ومخارج الحروف
التالي
خواص سورة الرحمن

اترك تعليقاً